82

بېروت بياشپه وايي

بيروت البكاء ليلا

ژانرونه

ومن فورها رافقت الموكب المستعد لرحلة الدفن في حديقة شاتيلا، التي أصبحت حديقة الشهداء.

كانت الهدنة المزعومة قد استقرت عقب اتصالات ما بين عواصم الشرق الأوسط والأمريكتين وغرب أوروبا.

الشوارع بدت قليلا مزهوة بأناسها الشاحبين المكدودين من أثر ثقل عدوان الأمس، الذي امتد طيلة النهار، وحلول المساء بطوله، حتى مطلع هذا اليوم التالي، وغارات الطائرات القاذفة بكل أنواع الدمار وحممه، مضافا إليها البوارج والزوارق البحرية، ناهيك عن الدبابات والمدرعات، وقنابل الإضاءة، وكل أنواع المدفعية لم يتوقف لها عدوان.

بدا ما تبقى من نساء بيروت ورجالها وهم يروحون ويعدون من أمام عتبات بيوتهم، أو أمام المخابز والأفران، متحلقين في طوابير مستكينة للحصول على الخبز والماء وعربات الخضراوات والفاكهة «البايتة»، والبحث عن شموع الإضاءة والكيروسين والدواء، وهم يتبادلون النظرات والتهاني بالتواجد - حتى الآن - داخل أجسادهم.

وحين تراصوا متقابلين داخل عربة نقل الموتى السوداء، جاءت الأم والفتيات بفستان العروس المحترقة شادية الأبيض، ونصبوه قائما في موقع الرأس من تابوتها.

تلمست بيدها الدقيقة يده في رقه سرت عبر عظامه والسيارة تمرق بهما الطرقات المفرغة من الناس.

قال العريض: أعمار.

سالت دموع الفتاتين من رفيقات الشهيدة في صمت، شمل أيضا إيماءات الأم الفلسطينية السمراء التي راحت تلطم مقبلة أطراف كفن الابنة: ظلم ظلم.

تسندت الأم في محاولة منها للوقوف على قدميها والاقتراب من جثمان الابنة المسجى، في ذات اللحظة التي حاول فيها العريض معاودة إجلاسها على مقعدها، دون تراجع منها، انتهى بالعريض إلى أن تعنف حركته أكثر، ذاكرا مرة بأن الأمر لا يعدو: أعمار.

وأخرى بأن الشهيد أبدا لا يموت، ولا داعي لمزيد من الإزعاج.

ناپیژندل شوی مخ