60

بېروت بياشپه وايي

بيروت البكاء ليلا

ژانرونه

وجد منفذه حين قارب أكثر صدر الفتاة مستعينا بطرف لسانه ويديه الاثنتين في حذر، كمن يذيب بلعابه دم صديقته الحنونة، التي مضت من فورها تواصل شهقاتها وتعلقها أكثر بعنقه: بشويش.

وحين نجح في حل ضمادات البز الأيسر، واصل من فوره لعق الدم وما خالطه من أصباغ تلك الممرضة الجهمة.

تذكر صفعها المفاجئ بعنف جلي لباب الشقة الخارجي، وتذكر أنها لم تبادلهما التحية ولم تنطق بشيء.

دوى القصف الشديد للعدوان والحصار، والسماء الصماء النحاسية تبرق عبر زجاج الشرفات بوهج نيران المقاومة التي غطت كل سماء بيروت.

هنا احتضن الفتاة بأقصى عنف، بينما يده اليسرى ترفع عن صدرها الثاني ضماداتها دفعة واحدة، صرخت لها الفتاة من أعماقها، مشيرة بأقصى توجسها إلى البنايات المقابلة عبر الجدار الزجاجي التي لحقتها نيران العدوان، فسقطت متهاوية بأطفالها ونسائها وعجائزها يطلبن الرحمة بأيديهن المتضرعة طلبا للنجدة، الغوث، وما من مجيب سوى اندلاع النيران المتصاعدة التي برقت ألسنتها مقتربة أكثر، ذلك أنهما أحسا وهجها إلى حد احتراق جلديهما، حتى إن ألم الفتاة وصدرها النازف لم يعد - على عادة ما نعرفه عن الألم ودرجاته - بإسقاط أعلاه الحارق لأدناه الدامي. - النار.

احتضنها مبتعدا - إلى الحافة المقابلة للفراش - عن ألسنة النيران المندلعة المحاصرة، ودوت الطائرات العدوانية المغيرة، التي لم تكف، والتي تواصل حصارها من لا وطن لهم، زاحفة على كل فراش ومنفذ.

أوقعها بأقصى رفق على الفراش ليفترشها «موكيت» الغرفة، بينما ألسنة النيران تواصل زحفها إلى حد الحصار داخل الغرفة.

الدوي لا يتوقف، والارتجاج يصل جدران البناء «الحصني» ذاته وحيث يقيم، إلى حد الإحساس الجاثم بجلطة أو هي ومضة لتوقف ... الموت. - نهرب.

اجتذبها من يدها، وهاله مدى استردادها لحيويتها توازنها إلى حد اختطافها لروبها المنزلي وشبشبها ولفائفها، وكيس نقودها، ومفتاح الشقة، واندفعا جاريين وهما يحتميان بالجدران هنا وهناك، إلى أن تداخلا بصعوبة بأناس على شاكلتهما هربا إلى حيث جراج البناية أو مخبئها عبر السلم الحلزوني الرصاصي الواسع، وفود إثر وفود، لا ينقطع لها هبوط وتدافع.

عرف المهاجر البعض منهم، من سكارى ومومسات مصريات وحبشيات، وفتيات بنية اللون قصار القامات من سنغافورة والفلبين وسريلانكا، والتقى - فيما التقى من وجوه تكدست في رعب داخل جراج البناية - بالعالية وأختها. - مرحب.

ناپیژندل شوی مخ