بېروت بياشپه وايي

شوقي عبد الحكيم d. 1423 AH
25

بېروت بياشپه وايي

بيروت البكاء ليلا

ژانرونه

مضت الماجدة ترقص وتحادث نفسها طويلا وهي متقوقعة في شباك المطبخ.

أما هو، فمضى يتخفف من ملابسه استعدادا للتمدد والإغفاء، دافعا عن مخيلته أشياء أحاطته متلاطمة ينقصها التتابع، إن لم يفسدها، ذلك أن حركاتها جاءت مستعرضة، إن لم تكن أيضا مكركبة لسراديب بكاملها تطلق عنانها.

حاول إعادة التيقظ مسلطا عينيه على عيني العالية في جلستها لجذب انتباهها دون جدوى.

حاول بضع مرات الكلام، تحريك أصابعه في حذر من أمام عينيها الكبيرتين المسلطتين دون أدنى رمش منها.

عاد متمددا متمرغا على الفراش، وأراحه جدا أنه ها هو أخيرا وحيد، قوي في كل حالاته، بلا عين آخر، رقيب.

راحت الماجدة تغني لنفسها في شرفة المطبخ، تحبو على أربع في بطء ومعاناة.

تذكر عالم المصور الروسي الأبيض المرتد، كاندنسكي، لمدن زرقاء طائرة، وقذائف، وسقوط متهافت للطبيعة ومرئياتها، تداخلات الأحمر مع زرقة السماء بلا غيوم كثيرة، قباب وكاتدرائيات وأقبية.

وتذكر أزقة المدن العتيقة بالأسطورة والمعمار، تلك الشقوق وسراديب البيوت وباحاتها، أبوابها التي عادة ما تعلوها أيقونات الحيوانات والطيور المحفورة على الأخشاب المقدسة، المشئومة - اللاعربية - من تماسيح وبوم أم آويات وحدآت؛ لطرد الأرواح الشريرة التي عادة ما تتلبس الغرباء من أمثاله، الداخلين.

ربط بينها وبين أدعية داخلي المنازل: يا ساتر، يا أهل البيت، يا من هنا.

الناس في تدافعها أفواج إثر أفواج في سوق الحميدية، ومن حول المسجد الأموي يخلعون الأحذية ... المداسات.

ناپیژندل شوی مخ