دین او فلسفې ترمنځ: د ابن رشد او منځنی عصر فلاسفو په نظر کې
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
ژانرونه
ولا نرى من الضروري هنا إيراد كل هذه البراهين التي دلل بها على خلود النفس بعد فناء الجسم، ولكنا مع هذا نشير إلى ما يراه في البرهان الثاني من أن الجسم ليس حيا إلا بالقوة، ولا يصير حيا بالفعل إلا بجوهر آخر غيره هو حي بالفعل، وذلك الجوهر هو النفس، إذن النفس حية بالفعل، وما هو كذلك لا يعدم الحياة.
83
وكذلك نشير إلى البرهان الخامس الذي يتلخص في أن الإنسان مركب من جوهرين: جوهر حي بالطبع وهو النفس؛ لأن في طبعها قبول العلوم والمعارف، وجوهر موات بالطبع وهو الجسم؛ إذ ليس في طبعه قبول شيء من ذلك؛ فإذا افترقا بالموت، خلص للجسم الموت المحض الذي هو طبعه، وفارقته الحياة العرضية التي كان استفادها من النفس، وخلصت للنفس الحياة المحضة التي هي طبعها، وفارقها الموت العرضي الذي كان عرض لها من قبل استغراقها في الجسم.
84
هذا، ونرى من المهم هنا أن نشير إلى أن البطليوسي قد اهتم في رسالته هذه بإثبات خلود الروح بعد فناء الجسد بأدلة فلسفية؛ لأن البراهين الشرعية لا تليق بهذا الموضع كما يقول، وذلك فيما نرى لأمرين: (1)
أهمية القول بخلود الروح الذي يترتب عليه الجزاء الأخروي كما جاء في الدين. (2)
ما هو معروف عن الفارابي من تردده في القول بالخلود أو فناء الروح بفناء الجسد، وهذا ما هو حري أن يثير رجال الدين.
حقيقة؛ إن الفارابي ظل طول حياته مترددا بين القول بخلود الروح أو بفنائها بفناء الجسم، لأنها صورة له، فإنه ليرى أن من الخطأ القول بأن أفلاطون يرى خلود الروح استنادا إلى ما جاء في «فيدون»؛ لأنه - في رأي الفارابي - حكى هذا عن سقراط لمناقشته، ومثل هذا الصنيع لا يصلح دليلا قاطعا على أن أفلاطون يذهب إلى خلود الروح.
85
ولكننا نقول بأن أفلاطون، وإن شك في خلود الروح في بعض محاوراته الأولى، قد عاد فأكده.
ناپیژندل شوی مخ