دین او فلسفې ترمنځ: د ابن رشد او منځنی عصر فلاسفو په نظر کې
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
ژانرونه
والنبوة في رأي الفارابي ليست أمرا فوق الطبيعة، ولا شيئا خارقا للعادة، إن النبي ليس إلا إنسانا بلغت قوته المتخيلة غاية الكمال، وذلك بأن يحصل له أولا العقل المنفعل، ثم بعده العقل المستفاد الذي يكون به الاتصال بالعقل الفعال، وحينئذ يأخذ عنه بطريق الفيض الجزئيات الحاضرة والمستقبلة، أو محاكياتها من المحسوسات، ويقبل محاكيات المعقولات المفارقة وسائر الموجودات الشريفة ويراها، فيكون له بذلك نبوة بالأشياء الإلهية.
22
وفيما يختص بالمعجزات التي يتقدم بها النبي دليلا على صحة رسالته، نرى أيضا أن لها عند الفارابي تفسيرها العقلي، وذلك متى عرفنا - كما يقول - أن النبوة مختصة بقوى قدسية يذعن لها عالم الخلق الأكبر، كما يذعن لروح الواحد منا عالم الخلق الأصغر، فتأتي بمعجزات خارجة عن الجبلة والعادات، ولا يمنعها شيء من معرفة ما في اللوح المحفوظ.
23
وإذن، على رأي الفارابي، النبي والفيلسوف يتصل كل منهما بالعقل الفعال، والفرق بينهما أن الأول ينال هذه الرتبة بكمال قوته المتخيلة بعد كمال القوة العاقلة طبعا، على حين يصل إليها الفيلسوف بالنظر والتفكير، وليس هذا في رأينا بالفرق الكبير.
وينبغي هنا أن نلاحظ أن الفارابي في تصويره للنبوة على هذا النحو، وتفسيرها تفسيرا نفسيا وعقليا كما رأينا آنفا، يجعلها أعلى من الفلسفة، كما يجعل النبي هو الإنسان الذي بلغ أكمل مراتب الإنسانية والسعادة.
24
وهذا في رأي «دي بور» لا يتفق مع ما يؤخذ من فلسفة الفارابي النظرية، هذه الفلسفة التي ترى أن كل أمور النبوة - من الرؤى والكشوف والوحي ونحو ذلك - هو مما يختص بالقوة المتخيلة، فتكون المعرفة الحاصلة عن ذلك أدنى مرتبة من المعرفة الفلسفية.
25
هكذا يرى «دي بور»، ونعتقد أنه نسي أن المعلم الثاني يشترط في النبي فضلا عن كمال القوة المتخيلة، كمال القوة العاقلة، وذلك بأن يحصل له العقل بالفعل ثم العقل المستفاد الذي به - كما تقدم ذكره - يتصل بالعقل الفعال. •••
ناپیژندل شوی مخ