د افریقا شیر او ایټالوی ببر ترمنځ: د ایټالوی حبشي ستونزې په اړه یو تاریخي، رواني او ټولنیز تحلیلي څیړنه
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
ژانرونه
5
ولكن إمبراطور الحبشة، الذي وصفه الدوتشي بالثرثرة، عرف كيف يتقدم إلى جامعة الأمم، فسلم الأمر للمندوبين راضيا، وترك حقه راغبا، فأمسوا عنه راضين كما رضي، يرون رأيه حذو القذة بالقذة.
6
ولئن ذكروا ثأر عدوة، الذي انقضت عليه أربعون سنة، فقد أخطئوا المرمى، وأساءوا اختيار الحجة، فإنه في دون هذه المدة تنسى الأحقاد، وتموت الترات، وتبرد الأكباد الحامية، وتسلو القلوب الواجدة، ويعدم قرن من الناس، ويخلق قرن جديد، ولم يبق من أرباب تلك الشحناء إلا الأقل.
7
فماذا تفيد إيطاليا الآن من إظهار ما في النفوس، وهيجان ما في القلوب، ما دامت الأخلاف من قومهم، والأحداث والفتيان الذين لم يشهدوا وقائع الأحباش وفتكاتهم لا يفكرون في الانتقام من قوم لا تزال سيوفهم ورماحهم تقطر دما في سبيل الدفاع عن أوطانهم؟!
وطالما لقي الأحباش أعداء في سبيل الدفاع عن وطنهم، فلقوهم، نفخ العلانية، خور السريرة، هرج في الرخاء، جزع في اللقاء، تقدمهم ألسنتهم، ولا تشايعهم قلوبهم، إن أهملوا خاضوا، وإن حوربوا خاروا، وإن اجتمع العقلاء على رأي طعنوا، وإن أجيبوا إلى مشاقة نكصوا.
ولما اجتمعت عصبة الأمم خلال شهر سبتمبر، وانبرى مندوبو الأمم يدافعون بالبرهانات القوية لجاج إيطاليا وجدالها، لم يجدوا لديها سوى الطعن في الحبشة، والانتقاص من مكانتهم بين الأمم. وكان المندوبون يظنون أن إيطاليا بعد الجدال والخصام واللدد ستلين شدتهم بعض اللين، ولكنهم أضجروا كل عظيم وعبقري، وألمعي من المندوبين وأعضاء اللجان وهم يحاورونهم، فآمن المندوبون وصدقوا أن لا حجة لديهم ولا برهان سوى حجة الذئب ضد الحمل، ولكن يظهر أن الرعاة قد تضافروا هذه المرة ليمنعوا المفترس عن الفريسة.
إن مسلك مصر لا ينطوي على العطف فقط، بل إنه مستمد من مشاركة العالم المتحضر رأيه في خطة إيطاليا؛ فالعالم لا يريد حربا؛ لأنه علم بالخبرة المحرقة أن الحرب عدو التقدم الألد، وخصم الحضارة الأعند، والعالم لا يشفق على من يزعزع أركان السلم، ويهرق الدماء في سبيل مخاوف موهومة من الجوع الذي سوف يلحق - في زعمهم - الأجيال المقبلة. ففي سبيل ضمان الرغيف لأبناء الغد يفنى أبناء هذا القرن عن آخرهم، وحينئذ يكون من قال: «عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.» قد أخطأ في شريعة الفاشيست.
ومن ذا الذي أعطى الطليان حق الاعتداء على الأحباش، والتنكيل بهم، والنيل من كرامتهم، وامتهان أمتهم؛ بحجة تحضيرهم وتمدينهم؟ وهذه أمة على أفريقيتها، وبساطة أخلاق أهلها، وبعدهم عن خبث بعض الممالك المتحضرة يرجع نسبهم إلى الحرية ثلاثة آلاف سنة إلى عهد سليمان الحكيم،
ناپیژندل شوی مخ