د افریقا شیر او ایټالوی ببر ترمنځ: د ایټالوی حبشي ستونزې په اړه یو تاریخي، رواني او ټولنیز تحلیلي څیړنه
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
ژانرونه
وكانت إيطاليا من قبل شهر فبراير، بل من أواخر سنة 1934 قد اتخذت تدابير عظيمة، ولا سيما من الوجهة العسكرية، فقابلت إصرار الحبشة على التحكيم بالامتعاض، وأنكرت عليها اعتبار النزاع بين الدولتين من اختصاص عصبة الأمم؛ لأنها شعرت بأن الحبشة تريد استدراج إيطاليا إلى مجلس عصبة الأمم الذي اجتمع في شهر مايو.
وقد استنتج كثير من رجال السياسة أن الحبشة لا بد أن تكون مرتكنة في تلك الخطة إلى بعض الدول العظمى، وأن بريطانيا في مقدمتها.
وكان ما قيل عن استعداد إيطاليا العظيم صحيحا، فإنها بدأت بإرسال الطائرات الحربية إلى الصومال، ففي أواخر أبريل غادرت طائرة حربية مائية إيطاليا قاصدة إلى مصوع عن طريق مصر وهي تقل الجنرال بينا، والكولونيل كابا، والقومندان جورانو، والكابتن فيوري من ضباط الجيش الإيطالي، ومنها الطائرة الكبرى التي كانت تقل نخبة من عظمائها، وسقطت في جو القطر المصري بمن فيها من العظماء وما فيها من الوثائق.
ويظهر أن إيطاليا رأت أن تجمع بين أمرين؛ الأول: الاستمرار في الاستعداد استعدادا عظيما لم يسبق له مثيل في تاريخها، والثاني: موافقة الحبشة على طرح المشكلة على بساط التحكيم.
وعلى الرغم من موافقة إيطاليا
1
على التحكيم، فما زال الريب والتشاؤم مخيمين على الأفكار في عاصمة الأحباش، واعتقد الكثيرون منهم أن إيطاليا أعلنت موافقتها على التحكيم لكي تمنع صوت الحبشة من الوصول إلى مجلس عصبة الأمم؛ ولذا عقبت إيطاليا على الموافقة بالتسويف والمطل في تأليف لجنة التحكيم وهي تحاول حصر مهمة اللجنة في نطاق حادثة «وال وال»، في حين أن الحبشة تصر على معالجة مسألة الحدود بحذافيرها، ودفعة واحدة.
وأخذ الأحباش يعتقدون أن إيطاليا لن تبقى على مسالمتها ولينها ونعومتها بعد أن يصفو لها الجو في أوروبا، وتسنح لها فرصة مناسبة؛ ولذا رأى النجاشي نفسه مضطرا إلى التخلي عن خطته السابقة، من إهمال القيام باستعدادات عسكرية، وإن كلفته وحكومته ما لا يطيقانه ، وما لا يرغبان فيه من بذل مال وتضحية برجال.
وفي تلك الفترة (أوائل مايو سنة 1935) خطب سنيور سافير بوفيرا، النائب الإيطالي في المجلس، فقال:
إذا كانت إيطاليا لا تطرح اليوم مسألة الحبشة على بساط البحث، فستضطر غدا إلى بسطها بالنظر إلى عدم كفاءتها في إدخال الحضارة والمدنية إلى بلادها الواسعة،
ناپیژندل شوی مخ