دین او علم ترمنځ: د منځنیو پېړیو په دوران کې دوی ترمنځ د تضاد تاریخ په تړاو ستورپوهنې او جغرافیې علومو او نسل کېدنې

انډریو ډیکسن وایټ d. 1381 AH
183

دین او علم ترمنځ: د منځنیو پېړیو په دوران کې دوی ترمنځ د تضاد تاریخ په تړاو ستورپوهنې او جغرافیې علومو او نسل کېدنې

بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء

ژانرونه

هنالك ظهر نبي آخر من أولئك الأنبياء المخدوعين، ممثلا في شخص «توماس كارليل»؛ فإنه بما شعر في قرارة نفسه من حقد ومرارة، شبيهة بتلك الروح التي حملته على أن يجد في آفاق مثل «فيكنج»، أو في قائد من قواد فردريك الأكبر، من الشجاعة والشهامة أكثر مما وجد في ووشنجطون أو لنكولن أو جرانت، والتي جعلته يرى في الحرب الأمريكية الأهلية أنها عبارة عن دخان تقذف به مدخنة متهدمة، قد هاجم «داروين» قائلا: «إنه ... رسول عبادة قذرة.»

أما الأصداء الأخيرة فقد تجاوبت بين أيقوسيا وأمريكا، ففي الأولى - وفي سنة 1885 - ظهر المحترم دكتور «لي»

Dr. Lee

معلنا بأن مذهب داروين إذا كان صحيحا فإنه «لا يكون هنالك من مكان لله»، وأنه «لا يمكن بأي أسلوب من أساليب التفسير أن تؤول لغة الكتاب المقدس بتوسع يحتمل القول: بنظرية «الأوران أوتان» في تاريخ الإنسان الطبيعي» وأن «المذهب الدارويني يقلب وحي الله رأسا على عقب»، وأنه «يتضمن تجديفا صريحا يناقض الصفات الإنسانية والإلهية المنسوبة إلى الله المتجسد.» واغتبط بعد ذلك بأن نعت داروين وأتباعه بأنهم «مبشروا البلاليع القذرة»، ولقد ظهر في إحدى الدوائر الفكرية الأمريكية أحد محرري المجلات، وكان يحرر المجلة المسماة «النصراني»

The Christian

فقال مقتنعا في حرارة بأن «المعركة يجب أن يحتدم أوارها ليرى الناس الفريقين: من منهما في جانب الله، ومن في جانب القردة والشياطين.»

ويجب علينا أن نثبت هنا أن للكنيسة الإنجليزية الشرف الأكبر حيث قاوم عدد كبير من مشهوري رجالها مثل هذه الترهات المسفة. ويكفينا أن نذكر واحدا منهم هو «فرر» رئيس أساقفة وستمنستر؛ إذ اعترض على هذه الأقوال وأمثالها في كلمات جديرة بأن يكرر ذكرها على الدوام؛ ففي حين أنه اعترف بعدم قدرته على قبول المعتقد العلمي قبولا كاملا، قال: «يجب أن نعتبر أنه مما لا يليق بالكرامة، بل مما هو مزر بالنفس، أن نحاول جاهدين أن نهز أسس المعتقد العلمي الحديث ببراهين خطابية منقولة، أو بأن نستعطف من فوق المنابر جماعات بلغوا من الجهل أبعد المبالغ واحتدمت في صدورهم العداوة لأهل العلم إلى غير حد، إننا يجب أن نخجل من أن نواجه مثل هذه الحالة بالاستهتار أو بابتسامة تحقير.»

على أن كل ضروب المقاومة لم تجد فتيلا؛ فإن مؤلف داروين وصيته كلاهما كان بمأمن عن التصدع. ولما رجع الناس إلى تاريخ حياته التي قضاها في بساطة وأمانة وتسامح وعطف إنساني، وعاودتهم ذكريات الجهود العظيمة التي بذلها في سبيل البحث عن الحقيقة، تبخرت كل صنوف العداء وذهبت بددا.

على أننا في هذا التاريخ لا يجب أن نهمل ذكر بعض نقاط سوداء تزداد سوادا على مر الأزمان. ففي كلية «التثليث» في كمبردج حظر «هيوويل»

Whewell «الحكيم الكلي الحكمة» ومؤلف الكتاب الخالد «تاريخ العلوم الاستقرائية» أن توضع نسخة من كتاب «أصل الأنواع» في المكتبة. كذلك نقع في كثير من المعاهد التي كانت تحت حكم اللاهوت من بروتستانت وكاثوليك، على محاولات أريد بها حظر التعاليم النشوئية أو تحقيرها. ولقد انتشرت هذه الروح زمانا في أمريكا. وإن حادثة الكلية الأمريكية في بيروت بسوريا - والتي طرد فيها كل الأساتذة الذين مثلوا العنصر الحديث بانضوائهم تحت لواء داروين - لجديرة بأن نعيد ذكراها. أما المعاملة التي لقيها الدكتور «ونشل» في جامعة «فاندربلت» بتنيسي، فقد ظهرت فيها مثل هذه الروح؛ فإنه على الرغم من إكبابه على العلم وتعمقه فيه، وعلى الرغم من أنه كان بجانب هذا ذا مشاعر نصرانية عميقة؛ فإنه طرد من الجامعة لأنه أبدى آراء تقوم على أساس النظرية الداروينية.

ناپیژندل شوی مخ