وقلت: يعني ماذا؟
فقالت: يعني أنا لا أستطيع أن أبادلك هذا الحب. أنا متزوجة ولا أستطيع أن أحب سوى زوجي.
وأكملت الحديث كلاما فارغا، فقلت وأنا أبتسم ابتسامة صفراء مرتعشة: تزوجيني إذن.
فقالت: ولكني قلت لك إني متزوجة.
فقلت: اتركيه وتزوجيني.
فقالت بعصبية وكأنها مشكلة حقيقية: ولكني أحب زوجي، فكيف أتركه؟
وطبعا لم أعر إجابتها تلك أي التفات، بل لم أعر الحديث كله أي التفات، تلك الجمل المتعثرة المرتبكة، ذلك اللجاج، ما شأني أنا به؟ كنت طوال الوقت أبحث عن خلجة انفعال، عن نظرة، عن لمحة، عن ابتسامة، عن كلمة، عن تحديق يصاحب كلمة، عن شيء دقيق أستطيع أن أعرف به إن كانت قد أحبتني حقيقة أو على استعداد لحبي.
ورغم كل مجهود الغريق الذي بذلته لأتشبث بقشة انفعال واحدة، خرجت من بحثي منقبض الأصابع في يأس.
لمحت أشياء أخرى بعيدة كل البعد عما أريد. لا مانع لديها مثلا أن أحبها أنا ما شئت، ولا مانع لديها أن أعبر لها بكل وسائل التعبير عن هذا الحب، أما من جهتها فإن وضعها لا يسمح؛ إذ هي متزوجة تحب زوجها.
ممكن أن أكون قد اعتبرت هذا كله مجرد تخمين، ولكن الذي لا شك فيه أنها كانت جادة فعلا كمن تجابه موقفا لم تعمل له حسابا قط، مع أنه كان واضحا أنها تعلم أن موقفا كهذا كان سيعقب حتما تلك القصيدة الإنجليزية التي قرأتها عليها.
ناپیژندل شوی مخ