بیان او تبیین

الجاحظ d. 255 AH
65

بیان او تبیین

م م - البيان والتبيين للجاحظ

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
والسلامة من الصفير، فذكر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، سلامة لفظ زيد لسلامة أسنانه، فقال في كلمة له: قلت قوادحها وتمّ عديدها ... فله بذاك مزية لا تنكر ويروى: «صحت مخارجها وتم حروفها» . المزية: الفضيلة. وزعم يحيى بن نجيم بن معاوية بن زمعة، أحد رواة أهل البصرة. قال: قال يونس بن حبيب، في تأويل قول الأحنف بن قيس: أنا ابن الزافرية أرضعتني ... بثدي لا أجد ولا وخيم أتمتني فلم تنقص عظامي ... ولا صوتي إذا جد الخصوم قال: إنما عنى بقوله عظامي أسنانه التي في فمه، وهي التي إذا تمت تمت الحروف، وإذا نقصت نقصت الحروف. وقال يونس: وكيف يقول مثله: «أتمتني فلم تنقص عظامي» وهو يريد بالعظام عظام اليدين والرجلين وهو أحنف من رجليه جميعا. مع قول الحتات له: «والله إنك لضئيل، وإن أمك لورهاء» . وكان أعرف بمواقع العيوب وأبصر بدقيقها وجليلها. وكيف يقول ذلك وهو نصب عيون الأعداء والشعراء والأكفاء، وهو أنف مضر الذي تعطس عنه، وأبين العرب والعجم قاطبة. قالوا: ولم يتكلم معاوية على منبر جماعة منذ سقطت ثناياه في الطست. قال أبو الحسن وغيره: لما شق على معاوية سقوط مقادم فيه قال له يزيد ابن معن السلمي: «والله ما بلغ أحد سنك إلا أبغض بعضه بعضا، ففوك أهون علينا من سمعك وبصرك» . فطابت نفسه. قال: وسألت مباركا الزنجي الفاشكار «١»، ولا أعلم زنجيا بلغ في

1 / 70