211

بیان او تبیین

م م - البيان والتبيين للجاحظ

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
وكان ميمون بن سياه «١»، إذا جلس إلى قوم قال: إنّا قوم منقطع بنا. فحدثونا أحاديث نتجمل بها. قال: وفخر سليم مولى زياد، بزياد عند معاوية، فقال معاوية: أسكت، فو الله ما أدرك صاحبك شيئا بسيفه إلا وقد أدركت أكثر منه بلساني. وضرب الحجاج أعناق أسرى، فلما قدموا إليه رجلا لتضرب عنقه قال: والله لئن كنا أسأنا في الذنب فما أحسنت في العفو! فقال الحجاج: أف لهذه الجيف، أما كان فيها أحد يحسن مثل هذا الكلام! وأمسك عن القتل. وقال بشير الرّجّال: «إني لأجد في قلبي حرا لا يذهبه إلا برد العدل أو حر السنان» . قال: وقدموا رجلا من الخوارج إلى عبد الملك بن مروان لتضرب عنقه، ودخل على عبد الملك ابن له صغير قد ضربه المعلم، وهو يبكي، فهمّ عبد الملك بالمعلم، فقال له الخارجي: دعوه يبكي فإنه أفتح لجرمه، وأصح لبصره، وأذهب لصوته. قال له عبد الملك: أما يشغلك ما أنت فيه عن هذا؟ قال الخارجي: ما ينبغي لمسلم أن يشغله عن قول الحق شيء! فأمر بتخلية سبيله. قال: وقال زياد على المنبر: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز مصور «٢»، لو بلغت أمامه سفك بها دمه» . وقال: وقال إبراهيم بن أدهم «٣»: «أعربنا كلامنا فما نحن نلحن، ولحنّا في أعمالنا فما نعرب حرفا» . وأنشد: نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

1 / 217