بیان په انگریز او افغانانو کې
البيان في الإنجليز والأفغان
ژانرونه
سابعا:
سوف يحرم الإنجليز أنفسهم، بإعلانهم الحرب على أفغانستان، من كل أمل في صداقتهم من جانب الحكومة العثمانية ورعاياها المسلمين؛ إذ كيف يتوقعون، في مثل هذه الحال، أن يرتبطوا بالصداقة مع السلطان العثماني، الذي يبايعه المسلمون بلقب الخليفة، وهو مركز ديني لا يستطيع صاحبه أن يداوم على عقد علاقات ودية مع أولئك الذين يشنون حربا على إمارة مسلمة أكثر ولاء للإسلام من سواها؟
إن السلطان الآن يسعى إلى الحصول على تأييد المسلمين عامة، ولكنه سوف يفشل في ذلك لا محالة إذا هو امتنع عن الوفاء بواجبات مركزه، وكيف يستطيع الإنجليز أن يجازفوا بالاعتماد على إخلاص رعايا السلطان المسلمين، بعد أن مر هؤلاء بتجربة مرة معهم، فضلا عما يرونه الآن من إعدادهم لمحاربة إخوانهم المسلمين؟ إنه لمن الغرابة أن الشعب الإنجليزي يصر - بالرغم من كل سلوكه هذا - على أن يعد نفسه مكلفا بحماية المسلمين والدفاع عنهم، في حين أن المسلمين قاسوا الأمرين على أيديهم، كما لم يقاسوه من قبل ومن بعد على أيدي الآخرين.
فهم الإنجليز الذين حرموهم من الهند، تلك البلاد العظيمة الشاسعة، الخصيبة في منتجاتها، التي يصل سكانها إلى أكثر من مائتي مليون، منهم 50 مليون مسلمون، وهم الذين تاقوا - فضلا عن ذلك - إلى الاستيلاء على أقاليمها الباقية، إلى حد أنهم أعدوا العدة أخيرا لإنشاب مخالبهم فيها. وكان من الممكن أن يفعلوا ذلك ما لم تقم مقصات العدل والنزاهة الفرنسية بتقليم هذه المخالب، وحجب مخططاتها.
أجل، إنهم يقومون بحماية المسلمين، ولكن كما يحمي القصاب حملا من الذئاب حتى يذبح هو الحمل ويسلخه، ومن الغرابة أن ينسى المسلمون هذا كله، ويظنوا أن الروس أفظع أعدائهم، في حين أن هؤلاء لو غزوا بلاد المسلمين مائة سنة لعجزوا عن أن يستحلوا لأنفسهم هذه الغنائم التي استحلها الإنجليز.
إن ما سطرناه حتى الآن لم ينبع من تعصب ولا من حقد، ولكنه بيان لا زخرف فيه، وشرح لحقيقة حال القضية، وفي نيتنا أن نتبع هذه المقالة بأخرى نشرح فيها شخصية الأفغان، وعاداتهم، وأسلوب معيشتهم، وشكل حكومتهم، حسب ما يقتضيه كل من هذه الموضوعات.
رد على رد
رد الأفغاني على رد النحلة وصاحبها. وهذا نصه:
رأينا في جريدة النحلة فصلا لحضرة محررها الفاضل القس لويس صابونجي، حجة الشرقيين على الغربيين، وبرهانهم عليهم، خصوصا على المتصلفين من الإنكليز الذين طالما رموا الشرقيين بالتبربر والتوحش، معنونا بعنوان: «مصر والإنجليز وأفغان»، ذكر به أنه اطلع على مقالتنا المدرجة في بعض أعداد «مصر» السابقة المتعلقة بالإنجليز والأفغان، وأمعن فيها النظر، فحكم بأن الإفراط في حب الوطن قد قادنا للتساهل مع اليراع، والغلو في مواضع منها، مستدلا بأن بعض ما ذكرناه في شأن أمة الإنجليز غير منطبق على الوقائع التاريخية.
ثم ذكر أنه بعدما رفع فحواها لوزارة الخارجية ترجمها حضرة الفاضل القس جرجس باجر الفقيه حرفا بحرف، وبعدما نشرت في جورنال «فورتنيتلي»، واطلع رجال الإنجليز على مضامينها اضطربوا وهاجوا وماجوا، وإن كتابهم لا بد أن يشمروا عن ساعد الجد للرد على ما ذكر في تلك المقالة.
ناپیژندل شوی مخ