باتل فاتح ابراهیم
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
ژانرونه
قائمقامي حلب
الفصل الرابع
آخر معركة في الأراضي السورية وارتداد الترك إلى الأناضول. ***
دخل إبراهيم باشا مدينة حلب في 15 يوليو، ونظم فيها الحامية، واحتل القلعة، وأرسل طلائع جيشه إلى جهة الفرات ليقف على أحوال العراق وأعالي الأناضول، حتى يكون آمنا من تلك الجهات على مؤخرة جيشه. وكان قد عين متسلما لحمص وآخر لحماه من أعيان دمشق، وأعاد الأمير بشيرا إلى لبنان، ولم يبق أمامه لإتمام فتح سوريا سوى القضاء على جيش السر عسكر حسين باشا الذي قلنا إن السلطان محمودا أصدر أمرا بتعيينه واليا على مصر وكريد وبلاد الحبشة وملحقاتها، والرجل كان واليا على أدرنه، وكان مشهورا بقوته البدنية، فما وصل هذا السر عسكر إلى أنطاكية حتى كان إبراهيم باشا قد قضى على جيش الباشاوات الثمانية في حمص، فلم يمكن السر عسكر من الانضمام إلى جيش الباشاوات. والتقى السر عسكر بفلول الجيش المكسور في جسر الشغور، ولم يساعده أعيان حلب على دخول تلك المدينة، فاتجه إلى بيلان.
وبيلان واد بين جبلين عاليين، يطلقون عليه اسم البوغاز، وفيه تمر القوافل بين حلب والإسكندرونة، وهو مشهور في التاريخ بمناعته، وقد كان ممر جميع الجيوش المقبلة من الغرب إلى الشرق، فأخذ حسين باشا يحصنه بمدافعه وجنوده. وقد قالوا إن سلاح جيشه كان 160 مدفعا، وعدد ذلك الجيش ستون ألفا؛ منهم 45 ألف جندي نظامي، فأسرع إبراهيم لمقاتلته قبل أن يسترد جيش السر عسكر قوته وقبل أن يستريح ويتم معاقله في جنبات ذلك الوادي.
وإذا كانت للقيادة أهميتها، والقائد من الجيش كالرأس من الجسم، فاسمع كلمة كلوت بك في حسين باشا سر عسكر جيش السلطان محمود، قال: «ألبس السلطان محمود قائده العام كسوة القيادة العليا، وهي المعطف القصير ذو البنيقة المزركشة بأسلاك الذهب، وأهدى إليه سيفا مرصعا بالألماس وجوادين عربيين مطهمين، وقلده رتبة المشيرية. فمن هو هذا القائد العام الذي فاز بمثل هذه الزلفى من الحضرة السلطانية واقترن نجمه بالسعد إلى هذا الحد؟
هو مبيد الانكشارية، كان في أول عهده حمالا، ثم جاسوسا، ثم رئيس قلعة، ثم مهيجا، ثم جلادا ثم باشا الباشاوات. كان سيفا ماضيا فيما مضى، ولكنه الآن سيف لا يخرج من قرابه، وكان الفريق محمد باشا معتوق حسين باشا قائد الطليعة.» •••
وصل جيش إبراهيم باشا إلى مضيق بيلان في 29 يوليو عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وأخذ في الحال يدرس مواقع أعدائه في الجبلين المشرفين على الوادي، فوجد أن جيش السر عسكر حسين باشا قد أهمل بعض الأنجاد العالية، فأدرك لساعته أن احتلال تلك الأنجاد يمكنه من سحق عدوه، فلم يقعد ولم يسترح، بل وجه بعض قواته إلى احتلال تلك المرتفعات، وحول عنها نظر أعدائه بمهاجمتهم وإطلاق المدافع عليهم من الجهة المقابلة، فلم يلتفت قواد الجيش التركي إلى ما وراءهم، فأخذهم جيش إبراهيم بحركة التفاف من ورائهم. وهنا ندع تفاصيل الموقعة ونتائجها للتقرير الرسمي الذي أرسل إلى محمد علي وإلى الأمير بشير وإلى جميع الولاة والمتسلمين في أنحاء سوريا ليذيعوه، وهذا هو نص التقرير، وهو آخر تقرير عن آخر معركة في الأراضي العربية السورية:
القشرة الثامنة لجيش سوريا
في 2 ربيع الأول/29 يوليو في نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل، زحفت قوتنا من جسر مراد باشا، وفي الساعة الثامنة قبل الظهر وصلت إلى المضيق المسمى بوغاز بيلان، وفي الساعة الخامسة أنبئنا أن المشير حسين باشا ومحمد باشا - الذي كان واليا على حلب - وآخرين سواهم قد عسكروا وراء المضيق مع بقية جيوشهم النظامية والمتطوعة، وأنهم نصبوا المدافع على الروابي والآكام، وأنهم نصبوا بعض البطاريات على القنن العالية.
ناپیژندل شوی مخ