باتل فاتح ابراهیم
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
ژانرونه
عباس باشا حفيد محمد علي وقومندان القوات المصرية في زحلة والبقاع وبعلبك.
لقد نصر المليك عزيز مصر
وبلغه المنى عزا وملكا
فنادته العلا أن طب وأرخ
بمجد العز تفتح ألف عكا
وبعد سقوط عكا وصل عباس باشا ابن طوسون باشا بأمداد كبيرة من العسكر والعربان، فأرسله إبراهيم باشا لضبط الثغور كصيدا وبيروت، وأرسل الرسائل إلى أهالي البلاد ليطردوا العساكر العثمانية من بلادهم، ووجه إلى متسلم القدس والمفتي وقاضي القضاة الرسالة الآتية:
تعلمون أن في بيت المقدس كثيرا من الديارات والكنائس والآثار الدينية التي تحج إليها في كل عام طوائف النصرانية واليهود، وقد شكا إلينا هؤلاء مما يلاقونه منكم من العنت والقسوة والغلظة عليهم والتحقير لدينهم، فضلا عما أنتم فارضوه عليهم من التكاليف والمغارم الفادحة، غير ناظرين إلا إلى إرضاء أنفسكم والعمل بهواكم، على أن هذه الغايات الدنيئة والأفعال الرديئة لا ترضاها النفوس الأبية، ولا يصح السكوت عليها؛ ولذلك أنهاكم وأحذركم من عاقبة التعرض لأولئك القوم، وأسألكم أن تفسحوا لجماعة القسيسين والرهبان والشمامسة أهل ذلك البيت المقدس من جميع المذاهب قبطا كانوا أو روما أو أرمنا في دينهم ودنياهم، ولا تمنعوهم من إقامة شعائر دينهم، ولا تأخذوا ممن يذهبون زائرين لبحر الشريعة شيئا من الكلف والمغارم، ولا تضيقوا على زائري كنيسة القيامة، ولا تلزموا الصغار بدفع المال؛ فإن أطعتم أحسنتم لأنفسكم، وإن خالفتم أسأتم إليها، والسلام عليكم ورحمة الله.
تقرير إبراهيم باشا
نشرت الوقائع المصرية في 11 محرم سنة 1248 ملخص التقرير الوارد من إبراهيم باشا عن معارك عكا وفتحها، قال فيه «إنه كلف أحمد بك أمير اللواء ومعه مختار أغا البكباشي من الآلاي الثاني، بالهجوم على الباب بطرف القلعة، وأن يذهب إسماعيل بك أميرالاي اللواء الثاني ومعه الأورطة الثانية إلى باب البرج الذي يصير عليه الهجوم، وأن يذهب إلى الزاوية اللواء عمر بك ومعه الأورطة الثالثة، وإلى برج الكريم عسكر الأورطة الأولى، وأن يكونوا مستعدين لتسلق الأسوار ومعهم السلالم، فيبدأ الهجوم بعد مرور تسع ساعات وربع من الليل بمجرد سماع إطلاق ثلاث قنابل. وجعلنا أحمد يكن باشا مأمورا على محل الهجوم، وتوجهت إلى طابية المدافع خلف عسكر المحاربين على رأس الزاوية ووقفت الأورطة الرابعة مع يكن باشا قبالة البرج ووراءها الأمداد؛ لأن في البرج مستودع عبد الله باشا. وكان التصميم أن نرسل عسكرا إلى الوكالة الواقعة على البحر، ولكن قبل الهجوم بليلة واحدة قرر الذين فروا من القلعة أن تحت تلك الوكالة أربعة ألغام، فعدلنا عن إرسال القوة.»
وبعد أن وصف الهجوم قال: «إن الكلام لا يتسع لوصف الشجاعة الفائقة التي أبداها الجنود، وإذا أخذنا بالأصول الحربية حكمنا بأن استبسالهم كان فوق ما يمكن تقديره، ولكن الأورطة التي تسلقت برج الكريم كانت خسارتها كبيرة لجهل قائدها؛ لأنه لم يدعهم يهجمون على جميع أنحاء المكان عند إعطاء الإشارة. والهاجمون على الزاوية تسلقوا السور بكل سرعة، وعند وصولهم إلى الخندق أطلقوا البنادق ثم صعدوا منه إلى الجهات الأخرى، ولحق بهم بقية العسكر حتى برج الخزينة الذي انقطع سوره. ولما وصلوا إلى باب البرج استل عبد الله باشا سيفه وهجم على عسكرنا فردوه إلى طرف الخندق. ولما رأينا هذا الارتداد هجمت القوة التي معي على طابية المدافع، ثم ارتدوا ثلاثين أو أربعين خطوة، فسللت سيفي أنا وأحمد بك أميرالاي الفرسان ومشيت نحوهم لنردهم إلى الأمام، ولكنهم كانوا يمشون تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال، وحينئذ أمرت أحد الجاويشية بأن يأخذ العلم من حامله، فأبى البيرقدار تسليم العلم، فتقدم جاويش آخر لأخذه منه، فامتنع عن تسليمه، ثم تقدم وفي دقيقة واحدة فعل عسكرنا العجب، وتوارى عسكر العدو وأخذوا يتراشقون بالحجارة، ولم يستطع العدو أن يرجع إلى مكانه الأول، وقل الذين نجوا منه، وحينئذ رفع عسكرنا بيرقهم وهجموا على البرج الصغير، وصعد الأنفار بسرعة وأخذوا يقاتلون دون ضباطهم، فشتتوا العدو وارتمت بقاياه في الخندق. ولحماية الرجال أمرت ببناء متراس، واستل ثلاثة من الجاويشية سيوفهم، ثم رأيتهم يرمون الرصاص أمامي وسيوفهم مكسرة، وفي الساعة الحادية عشرة وقف إطلاق الرصاص، وأرسلت ضابطا إلى الباب فوجده مفتوحا، فوقف لضبط الوكالة وحصرها. وأمرت بجمع الجرحى من الفرسان؛ إذ رأيتهم مرتمين في الأرض مستلين سيوفهم عند صعودهم القلعة، وبعد ذلك حضر أناس لطلب الأمن والأمان.»
ناپیژندل شوی مخ