وأخيرا آن الأوان، وأخذت الجلسة حقها، واستأذن شعبان وعزم إبراهيم أفندي عليه بالعشاء. عزومة مراكبية ولكن الأسطى أصر ومضى آخذا ابنه في يده.
وقبل أن يهبط شعبان السلالم سمع أصواتا تأتيه من الداخل وتلكأ قليلا فعرف صوت إبراهيم أفندي الأخنف وهو يقول: تحرم يا كلب تلعب مع العيال؟
وسمع شعبان صرخة مبالغا فيها ثم صوت الولد وهو يقول: أحرم يا بابا.
وعاد إبراهيم أفندي يقول: تحرم تلعب لعبة الكنال ومش عارف إيه؟
وصرخ الولد وقال: أحرم يا بابا. - تحرم يعملوك أم سحلول يا خايب؟ - أحرم والنبي. - تحرم تعمللي إيدن وكلام فارغ من ده؟ - أحرم يا بابا أحرم، والنبي حرمت.
ولعلع صوت أم نعيمة: خلاص حرم يا إبراهيم .. خلاص .. ما عدشي حيعمله. قطيعة تقطع إيدل وشورته واللي جابوه .. قول تبت يا واد قول تبت. •••
وقبل أن يضع شعبان قدمه على أول درجة من درجات السلم التفت إلى ابنه وملس على رأسه وعلى المنديل الذي يخفي جرحه وقال: وله .. إوعى تكون سلمت في الآخر يا واد.
ونظر الولد إلى وجه أبيه المرتفع وأمسك يده الغليظة الضخمة بكلتا يديه ثم ألصقهما بوجهه الصغير، وضمها إليه وتعلق بها، وابتسم ولم يجب.
سبتمبر 1956
البطل
ناپیژندل شوی مخ