بطل نهضت رټې مصرۍ سعد زغلول باشا
بطل النهضة المصرية الكبرى سعد زغلول باشا
ژانرونه
وكانت جوزفين هي التي أحرزت الوقائع الأولى أشباه مارنجو وأخواتها حتى كتبت لزوجها النصر ورفعته إلى مقام الإمبراطور، فلما بشم نابوليون بالسلطان وبلغ الذروة من العظمة وواتاه جميع ما أراد وتحقق له جميع ما اشتهى قامت برأسه نزوة من النزوات الطائشة وتلجلج بخاطره رأي غير صالح؛ إذ مد عينه إلى جعل الإمبراطورية الفرنسية إرثا من بعده، وود لو أنه رزق بغلام حتى يكون وريث تلك الدولة وشبل ذاك الأسد، فطلق زوجته جوزفين تلك الروح العالية التي كانت تمتزج بروحه وتوحي إليها أسمى ضروب الوحي، وهي التي كانت تدفع بها إلى النصر وتكتب لها الفخر، فلما فعل ذلك لم يلبث الحظ أن أدبر عنه وتنكر له القدر؛ إذ انطفأ ذلك السراج الذي كان يضيء له الشبهات وأفل من سماء حياته ذلك الكوكب الذي كان يدلج على ضيائه في الملمات، فما أغنت عنه ماري لويز النمسوية ولا سدت مسد جوزفين ولا أرسلت إليه رسل الإلهام مثلها، بل انقطع عنه وحي العظمة وخسر بعد دولته الكبرى جوزفين العظيمة دولته الدنيوية فرنسا المجيدة.
من هذا تعلم أن العظماء لا يزالون بحاجة إلى أزواج نوابغ ونساء على خلق عظيم، وأن الزوجة الذكية للزوج النابغة هي اللازمة الأولى والمطلب الأكبر، وأن طائفة من العظماء لم تمنحهم الطبيعة هذه المنحة ولم تحبهم بهذه الهبة، بل رزقوا بنساء شريرات أو زوجات غير صالحات فكن لهم الويل العظيم وفقدوا من جرائهن النعمة الكبرى ففسدت أذهانهم وقتلت عظمتهم، وخسرت الإنسانية شيئا كثيرا مما كانت به ولا ريب ظافرة لو أنهم نجوا من تلك الشقوة النكراء. ولا نذكر الناس بحديث سقراط وزوجه فقد كانت السوأة الملعونة في حياته، وكانت شقاءه وكانت مصيبته ونكبته. •••
إذا وعيت جميع ذلك فاعلم أن المترجم به من صفوف أولئك العظماء الذين منحتهم القوة الإلهية ما منحت به من قبله من هداة الإنسانية وأعني به الزوجة الصالحة، فقد تزوج يوم كان قاضيا في الاستئناف سليلة بيت من أكبر بيوتات الشرف وكريمة بيت من بيوت الوزارة، وسيدة من ربات الذكاء الراجح والعقل الخصيب والخلق الكريم، وهي بنت الوزير الطائر الذكر مصطفى فهمي باشا.
رباها أبوها الشيخ الوقور على خير ما يربي العظماء بناتهم، وأدبها أحسن تأديب وأنشأها نشأة النبلاء فهي تعرف اليوم الفرنسية والعربية والتركية، وهي بعد كل هذا شريكة زوجها في عواطفه وقرينته في مشاعره وإخلاصه لأمته ومشاطرته في حميته وآماله وعلالاته، وقد كان أهل المغرب يرمون المرأة الشرقية بالجهل، ويقرفونها بالجمود ويتخذون من كلمة «الحريم» معنى الموت في البيت، والقبر في الخدر ويتفاخرون على نسائنا نحن المشارقة بنسائهم معشر المغاربة، ويعتزون بمدنياتهم وآرائهم ويزهون بأن المرأة الغربية هي الوحيدة في بلاد الدنيا التي تشارك الرجل في عواطفه وتنادي بمبادئ المدنية وتسهم في مطالب الحضارة، وتتطالب بالحرية وتشعر في جوانبها الوطنية على أن المرأة المصرية قد راحت اليوم لا تقل عن نساء الغرب في شرف عواطفها ونبل مطالبها، وقد نهضت اليوم تشارك الرجال في أسمى نهضات الشعوب وتشاطرهم أمانيهم القومية، وكانت زوج المترجم به في رأس تلك النهضة وعلما من أعلام النساء في هذا البلد وروحا عالية تجري وروح زوجها العظيم في منحى واحد وتماشيها في سنن عال شريف، وقد اعتقل زوجها فكانت على ثبات عظيم وقامت بأعبائه بما لا ينهض به أعاظم الرجال، وكانت معبدا تخشع عنده نفوس الأمة، وكانت منارة عليا ترسل ضوءها السني على الحياة المصرية، وقد كانت تلقى الوفود بالتشجيع والحمية حتى أعلنت أنها تتنازل عن جميع حجرات قصرها لزعماء النهضة وأبطال الفكر، وتقتنع من تلك الدار الفسيحة بحجرة صغيرة في سطح البيت، وتلك دلائل بينة على تلك النفس العالية والمشاعر السامية والنزعة الحارة المخلصة التي تجري في فؤاد تلك السيدة العظيمة قرينة بطل النهضة المصرية الكبرى.
كلمات مأثورة لصاحب المعالي سعد زغلول باشا
ماهية الجمعية التشريعية ووظيفتها
الجمعية التشريعية قوة في ذاتها بقطع النظر عن أشخاص رئيسها وأعضائها، وعن اجتماعها وعدم اجتماعها، فهي موجودة دائما قبل الانتخابات وبعدها، وفي حالتي حلها وقيامها؛ لأن الذي أوجدها هو الأمر العالي الصادر بها لاجتماعها وتأليفها، فليس للحكومة أن تغفل وجودها الذاتي، وأن لا تعتبر إلا وجودها الخارجي فتصدر ما تشاء من القوانين قبل اجتماعها بناء على أنها غير موجودة.
إذا صدر قانون بدون أخذ رأي الجمعية مهما كان مفيدا في ذاته ففائدته لا تمنعنا من الاحتجاج عليه؛ لأن الذي يبرر وضع القوانين ليس هو وجود الفائدة فيها فقط، بل الذي يبررها أن تكون صادرة بالشكل القانوني، ولا فائدة لدينا أعظم من أن نحترم وتحترم قوانيننا.
إن كانت الحكومة تريد أن تكون الجمعية مكتب تسجيل لقوانين الحكومة وأوامرها فأنا بصفتي مصريا محبا لبلادي أفضل أن لا يكون لمثل هذه الجمعية أثر في هذا الوجود.
بدلا من أن يقال ما هي الفائدة العملية المترتبة على المعارضة في أمر لا تفيد المعارضة فيه يجب أن يقال ما هي الفائدة المترتبة على وجود الجمعية التشريعية، والجواب عن هذا السؤال هو الجواب عن ذاك.
ناپیژندل شوی مخ