============================================================
قوله: (وتسقطان للاضافة) (1) اختلف الناس في هذه النون على أربعة مذاهب: (2) -فمنهم من قال : هي التنوين بنفسه، وهذا القول يبطل بآن التنوين لا يثبت مع الألف واللام ولا يثبت في الوقف .
- ومنهم من قال : هي عوض من التنوين نفسه ، وهذا القول أيضا يشقط من الوجهين المذكورين، لأن من حق الشيء اذا كان عوضا من الشيء أن يجري عليه حكمه، فيثبت حيث يئبت، ويسقط حيث يسقط.
- ومنهم من قال: هي عوض من الحركة، وهذا القول أيضا يبطل بسقوطها في الاضافة، لأن الحركة لا تسقط عند الاضافة فيجب لما هو عوض عنها ألا يسقط: ومنهم من قال : إنها عوض من الحركة والتنوين. وكان هذا القول أحسن ، وبسطه أن تقول : إن المفرد آخره محرك منون، فإذا ثنيت أو جمعت بالواو والنون صار الآخر غير محرك ولا منون، فضعف لذلك آخر التثنية وآخر الجمع عن آخر المفرد، فالحقوهما النون لتكون تقوية للحرف لذهاب الحركة والتنوين منه، فصارت النون لذلك كانها عوض من الحركة (والتنوين] (2)، وكذلك قال سيبويه : "كأنها عوض من الحركة (35) والتنوين" (4) / فلما صارت كأنها عوض من الحركة [والتنوين] (5) غلبوا عليها حكم التنوين في حال، وحكم الحركة في حال أخرى، فأسقطوها مع الاضافة تغليبا لحكم التنوين، وأثبتوها مع الألف واللام تغليبا لحكم (1) الجمل ص 23.
(2) انظر آراء النحاة في هذه النون في التبين ص 111 ، شرح الجمل لابن عصفور 152/1 - 153، شرح الجمل لابن الفخار ص 30- 31، همع الهوامع 163/1- 164 (3) تكملة بها يليم الكلام (4) عبارة الكتاب 18/1 :" كانها عوض لما منع من الحركة والتنوين".
(5) تكملة بها يلتئم الكلام
مخ ۲۵۶