184

============================================================

معروف عند المخاطب ولولم يكن معلوما ما صح أن يتعرف الصاحب به.

والفعل إنما جيء به لإفادة المخاطب ما لم يكن عنده فمن ضروراته أن يكون مجهولا عند المخاطب، اذ لو كان معلوما لما كان في ذلك فائدة ، وكنت تخبره بما يعلمه، فقد تناقض مدلول الفعل والاضافة الثاني : أن يقال : إن الافعال أدلة ، والدليل ليس المدلول ، والاضافة إنما تكون للمدلول، بخلاف الاسم، فإن العرب تنؤل الاسم منزلة المسمى، فنؤلت زيدا وعمرا وما أشيههما منزلة المسميات حتى كأنها هي: والدليل على الشيء لم يتنزل عندهم بتلك المنزلة فلا يضاف الى الدليل (1)، ويضاف الى الاسم.

وقوله : (ولا معنى للإضافة للأفعال) (2) صالح آن يكون على هذا الوجه، وصالح آن يكون على الوجه الأول.

فإذا ما أخذناه على الوجه الأول فيكون المعنى : مدلول الأفعال مجهول عند المخاطب فلا يحصل به تخصيصة ولا تعريفه، فلا معنى للاضافة، اذ الاضافة انما يراد منها التخصيض والتعريف، فإذا أخذناه على هذا كان على الوجه الأول.

ل ويمكن أن يريد أن الافعال أدلة فلا معنى للاضافة الى الأفعال ، لأن الاضافة للمدلول لاللدليل.:.

قوله : (لا تملك شيئا ولا تستحقه) (3).

هذا يبطل المأخذ الأول، واثما يريد أن الافعال أدلة، فمدلولها هو (12] الذي يملك ويستحق، واما الأدلة فلا / تملك ولا تستحق، وأعطى بهذا آن (1) هذه العلة للأخفش (انظر الإيضاح في علل النحو ص 109، شرح كتاب سيبويه للسيرافي .391 (2) و (3) الجمل ص 18.

184

مخ ۱۸۴