بسیط فی شرح جمل زجاجي

ابن احمد اشبیلي اموي d. 688 AH
180

============================================================

فإن قلت فقد قالوا : ما أميلح زيدا (1) ، وأملح فعل.

فالجواب : آن التصغير جاء في هذا النوع من الفعل كما جاء منه الصحيح، الا ترى آنهم قالوا : ما أقوله وما آتيعه (2) ، وأفعل اذا كانت العين منه واوا أو ياء فإنك تنظر، فإن كان فعلا اعتل تقول: أقام وأباع(2)، وإن كان اسما صحت فتقول : اسود وابيض، وجرى هذان الحكمان في هذا النوع الواحد من الفعل، وإن كانا من أحكام الاسماء لما في هذا الفعل من (4) الشبه بأفعل التي للمتفضيل .

والشبه من خمسة أوجه : احدها : آن اللفظ واحد.

الثاني : آن كل واحد منهما يؤتى به للزيادة والتعظيم .

الثالث : أن كل واحد منهما يخمل الضمير.

الرابع : آن الضمير في كل واحلي منهما لا يظهر.

الخامس : أن كل واحد منهما لا يتغير بناؤه للدلالة على الزمان ، لأن فعل التعجب وان كان فعلا فلا يتصرف على حسب ما يتبين بعد هذا ، والعرب تعطي الشيء حكم ما اشبهة وعلى مراعاة الشبه وضع باب ما ينصرف وما لا ينصرف، وكثير من أبواب العربية على حسب ما يتبين: فإن قلت : ما المراد بالتصغير في قوله : ما أميلح زيدا؟

قلت: المراذ بالتصغير الموصوف بالملاحة، وهو زيد، ونظير هذا قولك: قامت هند، لأنهم الحقوا الفعل علامة التأنيث، وهم يريدون بذلك الدلالة على تأنيث الفاعل: (1) كما في قول العرجي: باما أميلح غزلانا شدن لنسا من هؤلياكن الضال والسمر ديوانه ص 182، أمالي ابن الشجرى 130/2، 133، 135 (2) انظر شرح المفصل 143/7 (3) في الأصل: قام، وباع، والصواب ما أثبت.

(4) في الأصل : "لما بين هذا الفعل والأسم من الشبه" وما أثبته الصواب.

مخ ۱۸۰