92

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

خپرندوی

الدار العالمية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

الإسكندرية - مصر

ژانرونه

ومن أسباب النجاة من الفتن: اعتزالها والفِرار منها فقد حثَّ الشرع الشريف على اجتناب المشاركة في الفتن، وكفِّ اليد عنها، والفِرار منها. عن بلال بن سعد في قوله تعالى: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ﴾ [العنكبوت: ٥٦]، قال: عند وقوع الفتنة: أرضي واسعة، ففروا إليها (١). وعن أبي هريرة ﵁ عن النبيِّ- ﷺ قال: "ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقتربَ، أفلحَ مَنْ كَفَّ يَدَه" (٢). وعن عبد الله بن عمرو ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: "كيف بكم وبزمانٍ يوشك أن يأتي، يُغَربَلُ الناسُ فيه غربلةً، وتبقى حُثالةٌ من الناس قد مرِجَت عهودُهم وأماناتُهم، فاختلفوا، وكانوا هكذا؟ " -وشبَّك بين أصابعه- قالوا: كيف بنا يا رسولَ الله! إذا كان ذلك؟ قال: "تأخذون بما تعرفون، وتَدَعون ما تُنكرون، وتُقْبِلون على خاصَّتكم، وتذرون أمرَ عوامِّكم" (٣).

(١) "حلية الأولياء" (٥/ ٢٢٧). (٢) رواه أبو داود رقم (٤٢٤٩)، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٤٤١)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (٣/ ٨٠٠). (٣) رواه ابن ماجه رقم (٣٩٥٧)، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" رقم (٣١٩٦)، و"الصحيحة" رقم (٢٠٥).

1 / 92