87

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

خپرندوی

الدار العالمية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

الإسكندرية - مصر

ژانرونه

- وهاك هذه الشواهدَ التاريخيةَ التي تدل على أنه "رُبَّ قولٍ يسيلُ منه دمٌ" (١). قال أبو معبد عبد الله بن عَكيم الجهني -تابعي جليل- في خطبة له: "لا أُعين على دم خليفة أبدًا بعد عثمان"، فقال رجل متعجبًا: "يا أبا معبد، أَوَأَعنتَ على دمه؟ "، فقال أبو معبد: "إني لأرى ذكر مساوئ الرجل عونًا على دمه (٢) " (٣). ولقد قال رسول الله ﷺ: "إن العبدَ ليتكلمُ بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم" (٤). فهؤلاء الساعون بالوشاية والنميمة، أحْصَوا اجتهادات أمير المؤمنين عثمان بن عفان ﵁ وصوَّروها بحسب ما تتخيل عقولهم الضعيفة، وقلوبهم المريضة، فاتخذوا ذلك سُلَّمًا إلى الفتنة (٥). حين علم حذيفة ﵁ بمقتل عثمان بن عفان ﵁ قال: "اللهمَّ العن قَتَلَتَهُ وشُتَّامَه، اللهمَّ إنَّا كنا نعاتبه ويعاتبنا، فاتخذوا ذلك سُلَّمًا إلى الفتنة، اللهمَّ لا تُمِتْهم إلَّا بالسيوف" (٦).

(١) انظر: "المنهج المسلوك في سياسة الملوك" ص (٤٤٧). (٢) أو عونًا على سجنه وتشريده، وشلله عن دعوته. (٣) "الطبقات" لابن سعد (٣/ ٨٠). (٤) رواه من حديث أبي هريرة ﵁ البخاريّ رقم (٦٤٧٨)، ومسلمٌ رقم (٢٩٨٨). (٥) وقد جمعها الإِمام ابن العربي، وفنَّدها في كتابه المبارك "العواصم من القواصم"، فانظره ص (٧٦ - ١٥٠) ط. دار الكتب السلفية، ١٤٠٥ هـ. (٦) "الكامل" لابن الأثير (٣/ ٥١).

1 / 87