13

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

خپرندوی

الدار العالمية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

الإسكندرية - مصر

ژانرونه

كان يريد علمًا يكمِّل علم الخير، فصار يحرص على أن يخلو برسول الله ﷺ يسأله. يقول حذيفة ﵁: "كان الناس يسألون رسول الله- ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني". فأتقن علم الشر بهذا الحرص، وأحاط خُبرًا بما سيكون من فتن وسوء ونفاق، حتى احتاج إلى علمه كبارُ الصحابة، وطفِق مثلُ عمرَ ﵁ يسأله، ويستشيره. والمغزى الأكبر هنا يكمن في استجابة رسول الله- ﷺ لحذيفة، وجوابه له، وقبولِهِ تعليمه علمَ الشر. لم يقل له: "إننا في خير، ونسير من نصر إلى نصر، فاصرف عنك الهواجس"؛ بل أجابه، وأعلمه. وإنما نستمد نحن مُسَوِّغاتِ تطرقِ بحوثِ فقهِ الدعوة لعلم الفتن والقواصم، وما ينجي منها من النور والعواصم، من مواطأة النبي ﷺ لحذيفة، وتزويده له بما أراد. نتعلم علم الشر كي نراه ونميزه قبل أن يغزونا" (١).

(١) "العوائق" ص (١٧٣ - ١٧٥).

1 / 13