107

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

خپرندوی

الدار العالمية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

د خپرونکي ځای

الإسكندرية - مصر

ژانرونه

فصل (١)
وكثر ما تتأكد العزلة في الفتن لأحد صنفين:
أحدهما: من خشي على دينه أن يُفتن فيه، ويحول عنه.
الثاني: من كان ذا بأس وشدة، يُخْشَى على الناس منه ومن بأسه، ومثله صاحب الرأي والمشورة والدهاء، الذي يُخشى على الناس من رأيه، ولذا ورد عن ابن مسعود ﵁ أنه قال- لما ذُكرت عنده الفتن، وسُئل: أي أهل ذلك الزمان شر؟ - قال: "كل خطيب مِسقع، وكل راكب مُوضِع" (٢)؛ وذلك لأن الأول محرِّض على الفتنة بلسانه، والآخر بسنانه، فاجتمع الشران: شر القول، وشر العمل.
فائدة العزلة وقت الفتن:
- صيانة الدين عن المساس، والنفس عن التلف، والعِرض عن الضيم والانتهاك، والمالِ عن الضياع، وقلَّ من شارك في فتنة، وسلمت له هذه كلها.
- سلامة الصدر على المسلمين، ولذلك أمر سعد ﵁ أهله ألا يُخبروه بشيء من أخبار الناس لما وقعت الفتنة حتى يجتمعوا على إمام.

(١) انظر: "مسائل في الفتن" ص (٧٤، ٧٥).
(٢) انظر شرحه وتخريجه ص (٧٧).

1 / 107