Basa'ir fi al-Fitan
بصائر في الفتن
خپرندوی
الدار العالمية للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
د خپرونکي ځای
الإسكندرية - مصر
ژانرونه
رسول الله- ﷺ فخطبنا، فقال: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرًا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرًّا لهم، وإن أمتكم هذه، جُعِلَتْ عافيتُها في أولها، وإن آخِرهم يصيبهم بلاء، وأمورٌ تنكرونها، ثم تجيء فتن يُرَقِّقُ بعضُها بعضًا، فيقول المؤمن: هذه مُهلِكَتي، ثم تنكشف، ثم تجيء فتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، فمن سَرَّه أن يُزَحْزَحَ عن النار ويُدْخَلَ الجنة، فَلْتُدْرِكهُ موتتُه وهو يؤمن باللهِ واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صَفْقَةَ يمينه، وثمرةَ قلبه، فليُطعْه ما استطاع، فإن جاء آخرُ ينازعه، فاضربوا عنق الآخر".
قال: فأدخلت رأسي من بين الناس، فقلت: أنشدك الله! أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ؟ قال: فأشار بيده إلى أذنيه، فقال: سمعتْه أذناي، ووعاه قلبي (١).
وعن أبي موسى ﵁ قال رسول الله- ﷺ: "أمتي أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة (٢)، عذابها في الدنيا (٣): الفتن، والزلازل، والقتل" (٤).
(١) "صحيح ابن ماجه" رقم (٣١٩٥)، وانظر: "السلسلة الصحيحة" رقم (٢٠٥). (٢) قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى-: "وهو محمول على معظم الأمة المحمدية؛ لثبوت أحاديث الشفاعة: أن قومًا يُعذبون ثم يخرجون من النار، ويدخلون الجنة". اهـ. من "بذل الماعون في فضل الطاعون" ص (١٢٧). (٣) وفي "التاريخ الكبير" للبخاري (١/ ٣٨): "إن أمتي أمة مرحومة، جُعل عذابها بأيديها في الدنيا". (٤) أخرجه أبو داود (٤/ ١٠٥) (٤٢٧٨)، والحاكم (٤/ ٤٤٤)، والإمام أحمد (٤/ ٤١٠، ٤١٨)، قال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وحسَّنه الحافظ =
1 / 10