يروع حصاه حالية العذارى
فتلمس جانب العقد النظيم
فقالت: لله هذا المكان ما أبهجه وما أبهاه! ولقد وددت لو كانت لي هذه العين لأبني عليها قبة تحار في حسنها العين، فهي أصلح مكان رأيته لهيام النفس في أودية التصور والخيال، فهل تعلم لمن هي؟ - لخادمك يا سيدتي فإن المكان بجوار قصرنا، وهو مما وهبني والدي يوم تزوجت. - أتريد أن تبيعني هذه العين؟ - أقدمها خدمة على مقداري، وحسبي من العوض القبول. - لا، لست أريد إلا الشراء، وكفاني أن أكون ملكة في هذه المملكة الصغيرة، فأنقض فيها، وأبرم وأفض، وأنظم، وأبني، وأهدم كما أريد، فبكم تبيعها مني؟ - بصورة من رسم يدك. - قبلت على علم بأنك مغبون، ومن الغد أرسل الفعلة إلى هذا المكان للبناء. - ونسميها عين التلاقي. - أحسنت ... ولكن قد مضى الوقت وأقبل الظلام؛ فسر بي إلى البيت.
فأجاب ممتثلا وسارا صامتين والهوى يتكلم في قلب «ڤكتور» بما لا يكاد يفهم، وكأنه يقول:
أراك فاستحيي فأطرق هيبة
وأخفي الذي بي من هواك وأكتم
وهيهات أن يخفى وأنت جعلتني
جميعي لسانا في الهوى يتكلم
أما «أليس» - وهو اسم الباريسية الحسناء - فكانت مشغولة النفس بما مر بها في ذلك اليوم تقلب فيه الخواطر متقلبة بين التصورات بما فيها من الميل إلى الغرائب، لا تنظر في عاقبة الأمر ولا تتنبه لحقيقة شأنها وحالة «ڤكتور»، فيا أسفاكم في النساء من حسناء يضلها الخيال؛ فتنقاد له خفة وطيشا، فترمى بالذنب وتتهم بفساد النفس، وما هي في الواقع والحقيقة إلا ذاهلة عن عاقبة الأمر، ولو فطنت لكل ما يترتب على العدول عن سراط الواجبات من فقد السعادة، وزوال الهناء، وضياع الراحة لما اتخذت غير ذلك الصراط سبيلا.
ولما وصل الرفيقان أول طريق «سرڤيل» شكرت «أليس» ل «ڤكتور» سعيه، وآذنته بالفراق بعد إذ واعدته باللقاء في الغد عند العين قائلة: وهناك أخبرك بما عسيت أن أعزم على إنشائه في العين وما حولها، وألتمس رأيك فيه، فإن حقوق الجوار واجبة الرعاية، ثم ودعته باسمة وشردت عنه في طريق القصر شرود الغزال.
ناپیژندل شوی مخ