فعاودها البكاء، فقالت: سوف نرى. ولم تزد.
ومرت بهم بعد ذلك عدة أيام، وهم بحسب الظاهر على سابق حالهم من الراحة والسكينة، و«ڤكتور» يخرج كل يوم للتنزه ويعود قبل المساء ، فيكب على قراءة بعض الكتب، ولا ينظر إلى شيء آخر مما بين يديه، أما «ماري» فكانت أشد تفكيرا وأعظم قلقا واضطرابا من ذي قبل، تتأمل في أحوال زوجها وترقب أعماله الغريبة؛ فيحصل في وهمها من التصورات وفي نفسها من الانفعالات ما لم تشعر بمثله إلى ذلك الحين، وكان الحب دليلها في سبيل الاعتبار والاختبار، فعلمت أن «ڤكتور» قد مسه الضجر، وتولاه الملل؛ فصار من همها أن تسليه وتواليه.
وهيهات لا يرجى السلو بحالة
لطفل هوى فيه الغرام محكم
دعته إلى حجر المحبة غادة
رآها عن الدر المنضد تبسم
وذاق حلاوات الحديث وشاقه
بوجه التي يهوى جمال منمنم
وليس له صبر فيرجى فطامه
إذا بعدت والطفل بالصبر يفطم
ناپیژندل شوی مخ