============================================================
قال أبو عبيد : والمراد من الحديث الرخصة فى اللعب التى يلعبن بها الجوارى وهى البنات وهى تمائيل مخصوصة من الصور المنهى شنها، وليس وجه ذلك إلا من أجل أنها لهو للصغار ، ولو كان ذلك للكبار لكره ، فانه يجوز للصغار مالا يجوز للكبار من اللعب واللهو والغناء والحرير والحلى ونحوها ولا بأس أيضا بنصب الأ رجوحة واللعب عليها للرجال والنساء ، نص على ذلك العمرانى فى فتاويه ، والنووى والقاضى عياض وغيرهم . وقالت عائشة رضى الله عنها : تزوجنى النبى لست سنين ، فقدمنا المدينة فرعكت شهرا فتمزق شعرى فوفى (1) جميمة ، فأتتنى آمى وآناعلى آرجوحة ومعى صواحبى، فصرخت بى فأتيتها وما أدرى ما تريد بى، فأخذت بيدى فأوقفتنى على الباب ، فقلت : هه هه ، حتى ذهب نفسى، فأدخلتنى بيتا فاذا بنسوة من الانصار ، فقان على الخير والبركة ، وعلى خير طائر ، فأسلمتنى إليهن ، ففسان رأسى وأصلحن من شأنى ، وأصلحتنى فلم يرعنى إلا النبى ضحى ، فأسلمتنى اليه .
قال العمرانى أيضا وحكى عن بعض العلماء أن الارجوحة تنفع لوجع الظهر ،
و الحديث فى الآمر بقطعها مرسل ذكره البيهقى ، وذكر الحكيم الترمذى إباحتها للصغار مطلقا ، وللكبار للتداوى وغرض صحيح . وحمل قطعها على من اتخذها للهو واللعب. وذكر فى الروضة ان الرقص الذى لا تكسر فيه لا يحرم ، لكن ترد الشهادة بالمداومة عليه لترك المروءة ، فان كان فيه تثن وتكسر شبه أفعال المحشين فهو حرام على الرجال والنساء والله أعلم {فصل فى النية الصالحة} اعلم أن أفعال العباد كلها تنقسم إلى المعاصى والطاعات ، والمباحات، فما كان فى نفسه معصية فلا يصير عبادة بالنية أصلا : (1) كذا فى الاصلين وفى النهاية : وقد وفت لى جميمة اى كثرت والحيمة تصنم الجمة والجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين
مخ ۶۸