« الكلام في كذا وكذا » ، أو لأن أشهر الاختلافات فيه كانت في مسألة كلام الله أنه حادث أو قديم؟ أو لأنه كثر الكلام فيه مع المخالفين والرد عليهم ما لا يكثر في غيره.
وأحوال المبدأ شاملة لأصول أربعة : التوحيد والعدل والنبوة والإمامة ؛ لأن المبدأ بالاختيار بعد ملاحظة وجوبه بالذات الموجب لكماله ذاتا وفعلا المراد من التوحيد والعدل لا بد أن يكون فعله لغرض عائد إلى العباد ، وهو لا يتم إلا بالقابلية الحاصلة بالطاعة الموقوفة على المعرفة الموقوفة غالبا على النبوة والإمامة.
ويمكن اندراج أحوال النبوة والإمامة في المعاد ؛ لأنه عبارة عن عود الأرواح إلى الأجساد للحساب والثواب والعقاب ، ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والمعصية الموقوفتين على التكليف الموقوف على النبي والإمام.
وحكي عن صاحب المواقف أنه عرف علم الكلام بأنه « علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه » (1) بمعنى أنه مسائل أو ملكة يحصل بها الاقتدار التام ، كما يفهم من صيغة الافتعال ، الذي يكون مصاحبا لهذا العلم على الدوام ، كما يفهم من إطلاق المعية المحترز بها عن السببية الحقيقية المستفادة من كلمة « الباء » ردا على الأشعري ، ويكون متعلقا بإثبات الأحكام الأصلية الاعتقادية الصرفة المأخوذة من الشريعة كما يفهم من الإطلاق ، ويكون بإيراد الحجج ودفع الشبه ولو بزعم المستدل لغيره أو مطلقا ، فيخرج علم الميزان الذي يستنبط منه صورة الدليل ، وعلم الجدل الذي يتوصل به إلى حفظ أي وضع يراد من غير اقتدار تام واختصاص بالعقائد.
وكذا يخرج علم النبي صلى الله عليه وآلهوسلم والأئمة ، بل علم الله والملائكة ؛ لعدم كونه على الوجه المذكور.
مخ ۶۶