* بسم الله الرحمن الرحيم
امتثالا للحديث المشهور : « كل أمر ذي بال لم يبدأ باسم الله تعالى فهو أبتر » (1) الدال على لزوم الابتداء العرفي بلفظ « الله » الذي هو اسم الذات ، واقتداء بكتاب الله ، بمعنى « أبتدئ في المقصود » أو « أقرأ مثلا متلبسا باسم الله المحمود أو بعون الله المعبود » الذي هو الذات الواجب الوجود الجامع لصفات الكمال والجمال ، والمنزه عن صفات النقص وهو صاحب الجلال والذي تكون صفاته الذاتية عين الذات. وهو الكامل في الأفعال ، الذي يكون فعله حسنا خاليا عن الظلم والقبح في كل حال ، ومعللا بغرض عائد إلى العباد على الوجه الأصلح في المآل ، وله اللطف المقرب إلى الطاعات ، المبعد عن المعاصي والسيئات.
الموصوف هنا برعاية الاستخدام ، أو من باب توصيف المتعلق بوصف المتعلق كما في ( القرآن الحكيم ) (2)، أو بملاحظة عدم إهمال اللفظ ، وكون المراد اللفظ الدال على الذات ، وكون الملحوظ باعتبار اللسان اللفظ الموجب لامتثال الحديث ، وباعتبار الجنان الذات المصحح للتوصيف ، كما في سائر العبادات اللفظية ، أو بحمل الاسم على مطلق ما يدل على الذات بأنه الرحمن المتفضل بجميع أنواع الإحسان على جميع الخلق حتى غير الإنسان ، بإخراجهم عن كتم الأعدام إلى الوجود ، وإعطاء الحياة والصحة والعلم والقدرة والمساكن وبسط الرزق من نحو المآكل
مخ ۷۲