فقالت بحرارة: فكروا ولكن بعيدا عن هذا البيت!
فقال أمين: يبدو أنك لم تفهمي الموضوع يا جدتي.
فقالت بعناد: لا حاجة بي إلى ذلك، ولن يمس البيت وأنا حية!
ونظرت فيما أمامها وقالت بتعاسة لا تحل بها إلا في الملمات: لم يبق في العمر إلا قليل، اتركوني في سلام حتى يستردني الله الرحيم!
فقالت منيرة بعصبية: ولا كلمة أخرى في الموضوع، ومعذرة يا ماما!
ولما غادروا البيت أسبلت المرأة جفنيها في إعياء وغمغمت لنفسها: الله يرحمه ويغفر له!
ودون دافع واضح قررت أن تمضي صباح الغد في الحديقة اليابانية قبل أن ينطوي الخريف ويهل الشتاء. لم تعد في نشاطها الأول، وكثير من الذكريات تتلاشى، وكثير من الأحلام تتراءى ولا تخلو من كوابيس. ثم إنها تغيب كامرأة وتتجسد في صورة ورقة مالية يحوم حولها الجشع. ومضت على مهل حتى وقفت أمام الصورة التذكارية وهمست: أنت الدليل الحي على أن السعادة حقيقة لا خيال.
وقالت كوثر لرشاد: اشرع في بيع الأرض وحسبك ما رأيت وسمعت!
فهز رأسه موافقا وقال: لكني لن أضن على الحديقة ببعض المال. - لا أدري معنى لذلك!
فقال برقة: جدتي تحبني أكثر من الجميع وعلي أن أبادلها حبا بحب!
ناپیژندل شوی مخ