بلاغت غرب
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرونه
وداعا لحظ سعيد هنيء تمناه القلب واشتاقت إليه النفس، ولكني لا أيأس من رحمة الله؛ فلربما صادفت من سيلفيا من الهناء أسعده ومن النعيم أرغده.
سيلفيا (على حدة) :
ماذا يقول؟
زانيتو :
حيث استحال العيش بجانبك في الدعة والسكون مما حدثتني به النفس، وأنا مصغ لما سردته علي من الحديث ، فعلى الأقل جودي علي برأيك ومحضيني النصح؛ فقد أنبئت منذ أيام أن فلورنسا سيدة لم يثبت أمامها قلب من القلوب، ونظرة منها أشد فتكا من السهم المريش، وكافية لأن تطرح تحت قدميها أشد الرجال بأسا، ولا ريب أنك تعرفين اسمها، وهو «سيلفيا»، ويقال: إنها تعيش ببذخ ورفاهية، والناس تفد عليها من كل فج عميق، والسعيد من وفق لأن يمكث عندها بضعة أيام، وهي تهوى الموسيقى الشجية من يد عالم ماهر، ولا سيما المزهر، وقد صممت أن أيممها.
سيلفيا (على حدة) :
اللهم رحمتك!
زانيتو :
إني لا أستطيع أن أجد لي مهنة في قصرها، ولكن نفسي تثور فيها عواطف الكبرياء والإعجاب، ويشاع أنها ذات جمال ساحر وحسن باهر، ومن عاش بجانبها لا يستنشق إلا نسيما مشئوما مسموما، وإني لموجس خيفة، فما قولك يا سيدتي وقد ائتمنتك وجعلتك موضع ثقتي؟
وإنك نبذت ما عرضته عليك، ولكن مهلا؛ فإنك لم تبتي الأمر بعد، وليت شعري لم ارتسمت هذه الفكرة في مخيلتي، وهو أن قلبك نحوي مفعم بحب يفوق حب الأم لولدها، وتودين لي الهناء والسعادة، وإني لتابع لإرشادك ما عشت، فهل أقصد سيلفيا؟
ناپیژندل شوی مخ