بلاغت غرب
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرونه
سأيممها بلا ريب، ولكن لو اتفق وتقاطع أمامي طريقان أقصد أجملهما وأضرب عن عزمي السابق. أتبع أهوائي في أسفاري وأجوب البلاد كالسحاب أو كالأوراق الذابلة تطير كما تهوى الرياح. لا يعلم من أين أتيت ولا أين ألقي عصا الترحال؛ فمثلي كمثل الشاعر أو المجنون يهيمان في كل واد. أتبع الطير في مسيره وتسمع أغاني مرة واحدة؛ لأني لا أمكث في البلدة إلا ريثما أبتاع بعض الأزهار الجميلة لأزين بها مزهري.
أنا الرحالة العجيب الذي حكم عليه الناس بالخفة والطيش، ويمرح في ربيعه السادس عشر، إن أمطرت السماء استترت تحت الخمائل المتكاثفة ريثما يسكن المطر، ثم أخرج من الغابة المبللة ضاحكا من قوس قزح.
لم أجشم نفسي للحصول على الغنى والسعادة، كما أنني لم أصادفها قط، وإني كالحاج المسافر في ضوء القمر يشرب من الينبوع المنفجر، ويخوض النهر من المخاضة. مداوم سيره لا يقعده تعب ولا نصب.
سيلفيا :
ألم تفكر قط في الإقامة بعد هذا السير المتواصل الذي تبثه فيك روح النزق والطيش؟! وإنك لتؤمل الأماني والآمال من الغد الخفي المبهم. أما بصرت في ترحالك بمنعطف الطريق ببيت صغير خيم عليه السكون والدعة، وهو في حلته البيضاء الناصعة تكسوه النباتات المتسلقة، التي حوت من أحاسن الأزهار وأريج الورود، وببابه كلب جميل أمين.
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي
بأخرى المنايا فهو يقظان نائم
وبنافذته المفتوحة فتاة هيفاء دعجاء تحييك وأنت مار.
زانيتو :
طالما تيقنت أن أناشيدي أشبه بحجر يقذف به في خميلة؛ فهيج منها ما كمن من الأفاعي كبيرها وصغيرها، وإني أمام هذا المنظر الذي لا يميل إليه إلا كل حوشي سوقة أراني لا آلفه؛ لكوني أحب أن أترك الأسر وشأنهم من الدعة والسكون.
ناپیژندل شوی مخ