بلاغت غرب
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرونه
فإني أجر إليك بيت الراعي ، فيسير إليك الهوينا على عجلاته الأربع.
10
وسقفه ليس بعال عن جبينك وعينيك، وإن لون المرجان وخديك هما اللذان صبغا
11
هذه العربة الليلية ومحاور عجلاتها الصامته ومدخله معطر ومخدعه فسيح مظلم، وهناك في هذا الليل البهيم نجد لنا بين الأزاهير سريرا، يحفه السكون ويضم رأسينا اللتين اختلط منها الشعر.
وسنرى إن كنت ترغبين في بلاد الجليد، التي حينما يظهر فيها الكوكب المحبوب يفترس بأشعته ما يجده أمامه من الثلوج فيزهو ويشرق، ومواطن تنتهبها الرياح ويحاصرها الجليد بأسوار منيعة، وبها القطب اللعين وثلوجه الممقوتة، وسنقتفي سير المصادفات الطائش، ولا يهمني ضوء النهار ولا الدنيا إلا إذا راقا في عيني.
من أنت يا حواء؟ أتعرفين كنهك؟ أتعلمين غايتك وواجبك في الدنيا؟ أتدرين أن الخالق ليعاقب الإنسان مخلوقه لعصيانه وأكله من الشجرة التي نهاه عنها، اقتضت إرادته أن يسلط عليه حبا لذاته لا يسبقه حب آخر في كل الأزمان وأطوار الأعمار، وإذ كان أقصى هنائه شغفه بنفسه ترينه معذبا منغصا منه.
أتعلمين يا أم الخلائق، لم سمحت مشيئة القادر بأن جعلك للرجل قرينة لطيفة؟ ذلك لينظر صورته مرتسمة في مرآة روح أخرى، ويسمع منك هذا الصوت الجميل المزري بتغريد العنادل والذي لا يصدر إلا منك، وليشنف سمعه بصوت رخيم عذب ملؤه الحماس، ولتكوني قاضه ورفيقه فتتولين حياته وتعيشين خاضعة لشريعته.
كلامك اللطيف السار به بعض كلمات استبدادية، وعيناك لهما نفوذ عظيم، ومنظرك ذو رواء
12
ناپیژندل شوی مخ