بلاغت غرب
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرونه
احتوى اللحد مجدا وصبا وكبرياء، والمرء يود لو يترك له الموت خلفا، ولكنه لا يسمع له نداء، وكل عنصر يرجع لأصله: فالهواء يأخذ الدخان، والأرض الرماد، والنسيان الاسم. •••
يا للهياج والاضطراب الذي أجهله، وأنا أحقر الملاحين إذ لا أدرك كنه ما يعمله القادر في الغياهب تحت اللجج
27
الهائجة الحاقدة عليك الهازئة بك. وأسرار الخالق غامضة يضل فيها النهى. ليت شعري أهذه الأمواج الثائرة، وأصوات هذه الحفر المرة المزمجرة، وهذا التيار الدوار بمخالبه الهائلة، والبرق ولألاؤه، والرعد وقصفه ودويه، أليست اللهم صالحة لدرر البحار؟!
وهذه الأنواء والعواصف المخوفة لترتعد أمامها الخلائق من أمير وحقير. يا لليم من أعمى أصم أضل من شعب ثائر هائج، وماذا ينفعك نشيدك يا شاعري وأغانيك التي يمليها عليك الخيال ويرددها الصدى في هذه اللجج الحائرة المضطربة، وقد صمت آذانها؛ فلا تسمع لك نداء ولا غناء، ويذهب صوتك صرخة في واد.
وأنت أيها الطير المسكين الذي تتقاسم ريشك الرياح، وأنت تغني فوق زبد ذلك الجبار العتيد على سارية جارية
28
ضلت سبيل النجاة! ليل طويل. وعذاب مستمر، وسماء مكفهرة لا يرى بها ركن رائق، وقد اختلطت الأشياء بالناس اختلاط الحابل بالنابل،
29
وهووا في مهاوي الفناء، وابتلعهم الخضم الغشمشم فكانوا من المغرقين.
ناپیژندل شوی مخ