عصري بلاغت او عربي ژبه
البلاغة العصرية واللغة العربية
ژانرونه
وإذن يجب أن تكون الغاية من دراسة اللغة؛ التعبير عن الجيولوجية والفلكيات والطبيعيات والكيمياء، أما إذا كانت دراستها لا تؤدي هذه الغاية فهي عقيمة، وهي لن تؤديها ما دامت كثيرة القواعد والشذوذات، وما دامت تحتاج إلى السنين الطويلة والجهد العظيم لدراستها؛ لأن هذه السنين الطويلة وهذا الجهد العظيم يجب أن ننفقهما في دراسة هذا الكوكب: ناسه وحيوانه ونباته ومواده وحضارته وعلومه وآدابه ومستقبله.
وإذا كان «أوجدين» قد احتاج إلى 18 فعلا فقط لكي يصل إلى التعبير عن الحاجات المألوفة في اللغة الإنجليزية؛ فإننا يجب ألا نفخر بأن عندنا عشرة آلاف فعل؛ لأن هذه الكثرة ليست وفرة الثراء وإنما هي زحمة واختلاط.
وإذن يجب أن نتجه نحو التيسير لا التعسير في تعليم اللغة العربية، نقنع بأقل ما يمكن من القواعد ونرفض كل ما يمكن من الشذوذات، ونختار من هذه الألوف من الكلمات نحو ألف كلمة للتعبير الدقيق في العلم والأدب والفلسفة، ونؤلف بهذه الكلمات كتبا لصبياننا في المدارس الابتدائية والثانوية، ثم نرتقي من هذه الكلمات إلى غيرها، ولكن مع الحرص على أن نتجنب الكلمات السائبة التي يغمض معناها لأنها تضلل بدلا من أن ترشد.
وربما يكون من الحسن أن نميز بين القارئ والكاتب في تعلم اللغة العربية. فإذا كانت الغاية من التعلم هي القراءة فقط فإننا نستطيع أن نصل إلى ذلك بلا قواعد نحوية، وجمهور الأمة يقرأ ولا يكتب، ثم نقصر تعلم القواعد بعد التيسير على الذين سيكتبونها وليس لهذا التمييز شبيه في لغات العالم المتمدن ولكن لغتنا شاذة في صعوبتها وتحتاج إلى إجراء شاذ.
الفصل الثلاثون
ثقافة إقطاعية وأدب إقطاعي
يمكن أن نقول إن النظام الإقطاعي هو نظام الزراعة القديمة، حين كان المالك أميرا أو نبيلا أو ثريا له المقام الفعلي للأمير أو النبيل.
فقد كان للأمير الحق في أن يربط فلاحيه بأرضه فإذا فر أحدهم استعاده وعاقبه، وكان الخليفة أو الملك يقطع الأمير أو النبيل أرضا قد تبلغ مساحتها ألف فدان ويلحق بهذه الأرض عمالها.
وظني أن هذا النظام كان سائدا في أوروبا والشرق على السواء في القرون المظلمة «بين سنة 500 وسنة 1000 للميلاد»، ثم بدأ ينهار رويدا رويدا، وكانت روسيا في القرن الماضي آخر من ألغاه.
وظني أيضا أنه كان على أثقله وأظلمه في أوروبا مدة القرون الوسطى أكثر مما كان في أمم الشرق العربي إلى أن تولى الأتراك الحكم، فصار في أمم الشرق العربي أسوأ وأثقل ظلما مما كان في أوروبا.
ناپیژندل شوی مخ