بکائیات: ست ډمعات په عربی نفس
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
ژانرونه
تطرق رأسي تبتل العين، يبتسم الشك على شفتي: والغد رائع. أبحث عن عينيك الخاويتين؛ لأقرأ وجه الأمل الضائع، يمضي الرجل يقول: أسمع عجلات قطار. صوت شهيق وزفير يمتد. يطول، أنظر في عينيك وفي عينيك ذبول، غيم وسحاب وأفول. ينصرف الرجل ونمضي بعد قليل. وأحاول أن ألمس يدك فتفلت مني كالعصفور، قطع الشك يقين. أتساءل: أنا سجان أم مسجون؟ وأحاول أن أضحك. أسكب شلال الكلمات، نعبر بالحيوانات. أضحك وأشير لقرد: لست بخير منك؛ فأنا أحيا في قفص مثلك. وأشير إليك، أقرأ آيات الكره على خدك وجبينك ويديك، أتكلم عن نظرية داروين. هذا القرد الأعلى، أترين؟ انظري لوجهه وعينيه وتشريح جسده. هو أيضا يلعب ويضحك ويبدو أحيانا بذكاء الطفل. انظري إليه وإلي، ثم انظري في مرآتك، الفرق بسيط، بضع ملايين سنين. والمخ صغير الحجم، لكن من يدري؟ قد يرقى هذا القرد، ويصبح إنسانا أعلى. أسمعت عن الإنسان الأعلى؟
نصل إلى محطة السيارات، جسدك بجواري، ويدي يمكن أن تصل يديك، لكن البحور تفصلني عنك. أتأمل وجهك، خدك، عينيك. ما يتمنى الإنسان محال. والقبلة حلم أو قمة جبل عال. يأتي الرقم المطلوب، نتفق على وعد لقاء.
يوم وقفت لأنتظرك في «التحرير»، يمضي الناس حوالي وتفحص وجهي عين غني وفقير، وتمر اللحظات مرور الخيل فتصهل وتثور، لم خنت الوعد وكذبت؟ الحب غريب في بلد يخنقه حراس الموت، سقطت كل الأقنعة، ولم يبق سوى الصمت، الباقي صمت، الباقي صمت. - الباقي صمت، هذا أصدق ما قلت.
يفاجئني الصوت. حلوا رقيقا كالحلم. أهتف كلقيط وجد أباه: هذا أنت؟
يبتسم الصبي، ويرفع نايه السحري إلى فمه. ينفخ صفارة عصفور عاشق، وجد العش الدافئ والماء الرائق، تلمع أزرار السترة كالذهب النادر، يبتسم الوجه الفنان الضامر، ويشير بيده، في كل بنان ناي ساحر: هل تدري من تنتظر هناك؟ - من؟ - انظر خلفك من غير غضب!
الطرق على باب جهنم
يا لك حقا من ساحر. تسحر تذكاراتي كالبوذي الناسك يسحر حياته. ألمح شبحا يتقدم نحونا. قصيرة، رقيقة الوجه، على عينيها نظارة سميكة، تسبقها ابتسامة تبرز أسنان الفك الأعلى الناتئة إلى الأمام، جسمها الضئيل كجسم صبي لم ينم، لا يتميز فيه صدر ولا خصر ولا ردف، والقدمان قصيرتان، أقصر مما يسمح به جسم قصير. في قدميها جورب أبيض كجورب التلاميذ، ويداها الدقيقتان المتدليتان من ذراعين نحيلتين كأيدي عرائس الأطفال، لا تتحركان إلا عندما يصدر لهما الأمر من الدماغ، الدماغ الضخم الذي يكسوه شعر أشقر قصير هو كل شيء في هذا الشبح الأشقر. فيمن تراه مقبلا تحس أنه السيد الوحيد، الفارس الذي يركب مهرا ضئيلا لم يجد سواه. يأمر السيد بحكمه في كل شيء. ما من عضو إلا رهن مشيئته، يتحرك بحساب ، يضحك بحساب، يبكي يصرخ بحساب. سأل بكل الأعضاء، تسلل لخلايا الدم أحال الجسم المحسوس إلى فكر. والطهر يشع عليها منها حول الوجه، كالهالة حول وجوه الشهداء أو القديسين. والطيبة تتجسد فيها، وحنان الأم. لكن هل يسمو الطين العاجز لمقام القديسين؟
أهمس للصبي الساحر: المومياء. انظر وراءك في غضب! - يزيح الناي عن فمه. يتشبث بذراعي كي يخفي دمعة. يفتح فمه فيغلبه الدمع. يوشك أن يهتف: ما أبأس حظ القديسين، أنتم يا أبناء الفانين! تربت كفي خده. أطبع فوق الجبهة قبلة. أهمس: هي أمي الصغرى، يستنكر هذا بتعجب، كأمير هبط من الكوكب: عجبا! هل لك أمان؟ - كم ترعاني وتعوضني عن فقد الأم.
يتوارى الصبي وهو يصفر لحنا لا أعرف معناه. هل يمكن أن يعزف لحن الفرح المحزن، أو لحن الحزن المفرح؟
تتقدم يدها خطوتها المسرع وتطفر كالعصفور. تنطق اسمي محذوفا منه حرف العين. - لم تكن تنتظرني. اعترف! - أعتذر، أتمتم لا أدري كيف أجيب. لو قلت الصدق أجبت بأني لا أنتظرك. وأنا لا أكذب.
ناپیژندل شوی مخ