بکائیات: ست ډمعات په عربی نفس
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
ژانرونه
يأتي الصوت ولا تدري من أين يجيء: الطير الأسود سيحلق في الجو ويبعد، وقريبا يسبق نذر العاصفة ويرعد.
تعض على شفتيك، على طرف مخدتك، على السر الموجع كالسيف المسنون الحد. - يا طيري الأسود. يا طير الرعد. يا طير الغد. هل جاء الوعد؟ ما زلت ترفرف بجناحيك وتنقر حبة كبدي. أتعد الزاد لسفر يوغل في البعد؟ خذ ما شئت وغادر عشك في صدري، خلص نفسك من قيدك لتخلصني من قيدي. ماذا أفعل؟ قل لي يا شيخي الطيب، مرني يا سيد. ماذا أفعل؟ يزداد الحمل علي ولا أتحمل. يا شيخي قل.
يدنو منك. يتعثر في أغلال الساقين وقيد القلب المثقل. يحنو فوقك ويفيض على عينيك من النور الأكمل: تسألني ماذا نفعل؟ نلقي بذرتنا في أرض البشر ونرحل. هيا يا ولدي.
تعض، تعض وتفتح شفتيك فتخرج نسمة: أدركني يا مولاي، وخذ بيدي.
بريق النور بعينيك وتشرب إكسيره. تتكسر متعة الشفتين على شفتيك ويشع رنين البلور على البلورة.
ترقص آيات الله وتجري وتحوم حولك كفراشات مذعورة: هيا يا ولدي. هات يديك، اتبعني. يا أحباب الله الفقراء. ليسكب كل منكم دمعة حب ووفاء، ويرقرقها في كأس القلب المتعب إكسير حياة ودواء. هيا ثبت قلبك يا محبوبي واتبعني فوق الدرب تباركك دروبي. يا شهداء العالم هذا شاهد مأساتي وشهيدي. هل نحرم هذا العالم من روح شهيد؟ هيا. خذ بيدي وغن نشيدي. هيا. هيا.
12
تطفو فوق الموج. تحس برودة ماء البحر على جلدك في أطرافك. تتساقط قطرات من كهف الأبطين وغابات الصدر، تتذكر أنك كنت بقاع البحر تخوض في حقل المرجان، وتلعب مع أسماك الذاكرة، وتجري خلف عرائسها الذهبية. تذكر أبياتا من شعرك كعيون واسعة ظلت ترمقك وفي حدقتها الدمع وتنسدل عليها خصل الشعر الفضية وجدائله الشقراء العسلية. تمسك شبكتك بعين منها تتألق بالنور، فتهتف وتقول: ربي. ما هذا النور؟ تبدو كالطلسم المسحور، يلقيه الموج الليلي إلى الصياد المقهور، إن وافاه الرزق. تأخذ نفسا عميقا، وتشعر أنك تصعد، تصعد على سلم الضفائر الطوال إلى شرفة زرقاء في أفق أزرق، وتطل على الموج الأزرق، لكن الأسماك الماكرة تورات في بئر الليل، وعرائسه الذهبية لجأت للكهف السري، ودموع العين السحرية ذابت في ملح القاع. تأخذ نفسا آخر عميقا وتشرب الزرقة فينسكب الصفاء في صدرك وجوفك وترف فراشاته الزرقاء حول رأسك وشعرك، تنتفض فجأة وتهتز، تنتبه لألم الخرطوم المغروز في فمك، وتنظر حولك: ما زال الليل هو الليل، والعالم جهم لا زال. الطبيبان في مكانهما محنيان عليك، تتفرس في وجهيهما فلا ترى غير بياض، تنظر للسقف بياض، للجدران بياض، والأشباح العابرة بياض يسيح في بحر بياض. ربي ما هذا النور؟ هل أشرق وجه الغد؟ هل لاحت أبراج المدن النورانية؟ أين النجمان على كفهما ميزان العدل وطير الحرية؟ تفكر أن تدعو أصحاب السفر، وتسأل أين الحلاج؟ وأين السيد ومسافر ليل وأميرة أحلامي المرة أين؟ هل حملتها المركبة إلى قصر الورد؟ وهل تتطلع من شرفته للأتباع وللحاشية الملكية ؟
ربي ما هذا النور؟ تتعلق بجناح الزرقة، تسبح في بحر الصفو الأزرق، تسأل هل هذا طير الحرية؟ آه لو يحملني طير الحرية، لو يبعدني عن أرض البشر الطينية، أو يرميني في بحر الأبدية. روحي تطفو فوق البرزخ بين الأزل وبين الأبد أحزان القلب مصابيح تتألق فوق الدرب، وتأخذ بيدي. أخرج من شرنقة العمر المقهور، تطير فراشة روحي نحو النبع المستور؛ لتذوب بسر الأسرار ونور النور. وحدي الليلة وحدي أحتفل بليلة ميلادي، لا الحلاج يعين ولا السيد في الأفق ينادي: هل حان الآن أوان رقادي؟ كأسي ممتلئ، لا زال وفيه بقية أنشاد، وفمي صادي، لا زالت تشتعل النار، ولكن تحت رمادي،
10
ناپیژندل شوی مخ