بکائیات: ست ډمعات په عربی نفس
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
ژانرونه
وا أسفاه. أحببت الموت. أحببت الموت. - لأني أحببت العيش وعشت. إنك لا تعرفني. - بل أعرفك وأعرف سر كلامك والصمت. كنت رفيقك في الليل الموحش، صاحبك وتابع ظلك، حامل قلمك، صندوق متاعبك وهمك، كم نادمتك، عاتبتك، سافرت على مركبك، سبحت على الأمواج، غرقت. أعرفك وأرسم صورتك كما أنت: «جبهتك المشرقة الصلبة، عيناك المتعبتان الطيبتان، كفاك المتكلمتان وعيناك الصامتتان تنيران وتنطفئان، مشيتك المرهقة المتماسكة كمشية جندي بين قتالين مريرين.» - ألقى الجندي المتعب أسلحته. علقه الزمن الوغد من الساقين وشيب جرحه. قطع أوصال الحاضر والماضي. - أولا تؤمن بالمستقبل؟ - «بل إني أخشاه؛ لأني أومن به، أوشك أحيانا أن ألحظه لحظ العين. ولهذا فأنا أبصره ملتفا في غيم أسود.» - والحرية؟ - هل عشت لشيء غير الحرية؟ هل جدت بدمعي إلا كي أسقي شجرتها الذهبية؟
هل فجر فيك الغضب فبحت بما أمليت عليك سوى إيماني بالمستقبل والحرية؟ لكن المستقبل حلم قد لا أشهده، والحرية شط قد لا أرسو فيه. - في منتصف الوحشة يولد طفل الحلم. في منتصف الظلم يضيء سراج العدل ويحكم. في منتصف اليأس يجيء القادم بعدي. - أم في منتصف الموت؟
تشعر أن الطير الأسود قد جن جنونه. اختنق وراح يشق طريقا يخرجه من قفص الصدر. فتح منقاره كالنورس المذعور، وتهيأ للاندفاع إلى البحر الواسع، والانطلاق على متن الريح. تحس أنه يتمدد كالكابوس ويفرش جناحيه عليك. ينفرد الجناحان ويغطي الظل القاتم على شرارة ضئيلة لا تزال تتقد في الداخل كأنها عين محمرة تومض وتنطفئ. يمتد الصوت كحبل يرفعك من الكابوس: القادم سوف يجيء، القادم سوف يجيء.
تفتح عينيك المجتهدتين، وتنظر للوجه المتلمع العينين: هل أصنع شيئا إلا أن أنتظر القادم؟
ينقر الطير الأسود، ويحفر ويحفر كي يقتلع الحبة، يرفرف بجناحيه لكي يطفئ الشرارة، ينفتح جرح في عمق الأرض المشقوقة، وتنز منه قطرات تلمع وتخبو كبريق مذنب في آخر الليل ، تتحرك شفتاك من الألم اللاسع: يا سيدنا القادم بعدي.
يقترب الوجه الصارم منك وينعطف عليك : اصبر، حتما سيجيء.
تريد أن تصرخ فلا تستطيع: الصبر تبدد. فمتى يأتي؟
يتصلب الوجه أمامك. تقرأ في صمت ملامحه: تعرف موعده!
تعض على سرك، وتحاول أن تعثر على اليد التي تبحث عنها: ناد عليه. أرجوك. أو فادع الموت.
يهبط صوت ينحدر من أعالي الجبل كرفيف النسر: لا يدعو الموت إليه سوى الموتى. أما أنت فحي.
ناپیژندل شوی مخ