فينتج إذا: أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو المشار إليه من موسى دون (شك) ، ومع ذلك فإن موسى بين بما أضاف من قول مقصوده1، وهو: "بأن كل نفس لاتسمع لذلك النبي وتطيعه تستأصل تلك النفس من شعبها"، فلفظة استئصال يستدل منها على أنها كانت نبوءة من موسى على نبينا صلى الله عليه وسلم، وأنه يستأصل كل من لايسمع له (بسيفه البتار) ، وأن هذه الوصية هي صادقة عليه بهذا الوجه المشروح، ولا تصدق على المسيح؛ لأن المسيح قال: إنه ماجاء ليميت أنفس الناس، وذلك يقول: تستأصل، وليست كما تصور النصارى: أنها مقولة على الخراب الذي عمله تيطس ملك روما2، الذي خرب بيت المقدس الشريف، وقتل اليهود الذين كانوا فيها3، وعلى ظنهم أن ذلك كان بسبب عيسى، مع أن تيطس كان غير مؤمن
مخ ۱۴۶