بحث مسافر

Al-Shawkani d. 1250 AH
111

بحث مسافر

البحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتر

پوهندوی

عبد الكريم بن صنيتان العمري

خپرندوی

دار البخاري،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٥هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

فقه
وسَكَرانًا: نقيض صحا. انتهى. وقد حقَّق معنى السُّكر جماعة من أهل العلم. * فمنهم من قال١: هو الطرب٢ والنَّشأة. * ومنهم من قال: هو زوال الهموم، وانكشاف السر المكتوم٣. * ومنهم من قال بغير ذلك مما هو في الحقيقة راجع إليه٤.

١ انظر: بلغة السالك ١/ ٤٧، الشرح الكبير للدردير ١/ ٥٠، حاشية العدوي ٢/ ٣٠٣. ٢ الطرب: الفرح والحزن، وقال بعضهم: خفَّة تعتري الإنسان عند شدة الفرح أو الحزن أو الهم، وقال بعضهم: هو الحركة والشَّوق. ينظر: الصحاح ١/ ١٧١، اللسان ١/ ٥٥٧، القاموس ١/ ١٥١، مادة (طرب)، المصباح ٣٧. ٣ نُقِل هذا عن الشافعي- ﵀، وهو قول بعض الحنابلة. وانظر: زهر العريش للزركشي ١٠٣، مغني المحتاج ٣/ ٢٧٩، فتح الوهاب ٢/ ٧٢ الإنصاف ٨/ ٤٣٦. ٤ سيذكر المصنف- ﵀ بعد قليل تعريف السكر عند أبي حنيفة وصاحبيه، والشافعي نقلا عن كتاب التعريفات. أما تعريف السكر عند المالكية: فقال ابن العربي في كتابه أحكام القرآن ١/ ٤٣٤: السُّكْر: عبارة عن حبس العقل عر التصرف على القانون الذي خلق عليه في الأصل من النظام والاستقامة، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾ (الحجر: من الآية١٥)؛ أي حبست عن تصرفها المعتاد لها، ومنه سَكْر الأنهار، وهو محبس مائها، فكل ما حبس العقل عن التصرف فهو سكر. وقال القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٢٠٤: وحُكِى عن مالك: إذا تغيَّر عقله عن حال الصحة، فهو سكران. وأما الحنابلة فحد السكران عندهم، هو: من يخلط في كلامه وقراءته، ولا يعرف رداءه من رداء غيره، ولا نعله من نعل غيره، ويسقط تمييزه بين الأعيان؛ وذلك لأن الله تعالى قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء: من الآية٤٣)، فجعل علامة زوال السُّكر علمَه ما يقول. ينظر: المغني ١٠/ ٣٤٨، المبدع ٧/ ٢٥٣، المطلع ٣٧٣. وقال القاضي أبو يعلى في كتابه الأحكام السلطانية ٢٧٠: حد السُّكر: هو الذي يجمع بين اضطراب الكلام فهمًا وإفهامًا، وبين اضطراب الحركة مشيًا وقيامًا، فيتكلم بلسان منكسر، ومعنى غير منتظم، ويتصرف بحركة مختبط، ومشي متمايل. وقال العلامة ابن القيم- رحمه الله تعالى- في كتابه مدارج السالكين ٣/ ٢٨٧: السُّكر لذة ونشوة يغيب معها العقل الذي يحصل به التمييز، فلا يعلم صاحبه ما يقول، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء: من الآية٤٣)، فجعل الغاية التي يزول بها حكم السُّكر: أن يعلم ما يقول، فإذا علم ما يقول خرج عن حد السُّكر، قال الإمام أحمد: السكران من لم يعرف ثوبَه من ثوب غيره، ونعله من نعل غيره.

1 / 130