============================================================
ال له، ولاضد له، ولاند له، لم يزل أحدا صمدا، فردا، وترا، ولا يزال كذلك أبدا، وهو الكامل في ذاته، الأزلي بصفاته، المنزه عن النقصان، العالم الغالب(1) بلا نسيان، العالم بلا اشتباه، لم يزل كان قبل أن يخلق المكان، وقبل أن يخلق الوقت والزمان.
ثم إنه تعالى خلق العرش والوقت، واستوى على العرش، وهو مستغن عن العرش، الاوليس العرش له بمستقر ولا بمكان(2)، بل هو ثمسك العرش والمكان، وهو أعظم من أن يسعه المكان، وهو فوق كل مكان، علم ما يكون قبل أن يكون، وما لا يكون أن لو كان كيف يكون (3).
قد سبق علمه في الأشياء قبل كونها، ولا يكون في ملكه شيء إلا هو بعلمه وإرادته اا و مشيئته وتقديره وقضائه، وهو كما وصف نفسه في كتابه، من غير صورة، وكما عرف نفسه، (1) في (ز): للغيب.
(2) يقول الإمام أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي الحنفي المتوفى سنة 786 في "شرح وصية الإمام أبي حخيفة النعمان" ص 97 عند الحديث عن الاستواء ما ملخصه: "اعلم أن العالم - وهو ما سوى الله تعالى- محدث لأنه متغير وكل متغير حادث، وحينئل يستحيل أن يكون الباري تعالى وتقدس متمكنا في ل مكان، لأن العراء عن المكان ثابث في الأزل، إذهو غير المتمكن، وقد تبين أن ما سوى الله حادث، فلو تمكن بعد خلق المكان لتغير عما كان عليه، ولحدث فيه مماسة، والتغير وقبول الحوادث من أمارات الحدث، وهو على القديم محال...، وذهبت المشبهة والمجسمة والكرامية إلى أنه تعالى متمكن على العرش، الواحتجوا بقوله تعالى: الرحمن على العرش أستوى} [طه: 5) وبأنه موجود قائم بنفسه، ولن يعقل القائمان بأنفسهما من غير أن يكون أحدهما في جهة صاحبه. والجواب: أن الآية من المتشابهات، وما يكون كذلك ال لا يصلح دليلأ على أمر قطعي، والدلائل العقلية تخالفه...، ومع الاحتمال لا يكون حجة".
(3) ورد في النسخة (ج) تعليق صورته: "قال بعض المحققين: إنه سبحانه وتعالى يعلم ما كان قبل بده المخلوقات لوما يكون من أواخر الموجودات لقوله تعالى: إ زلزلة الساعة شيء عظيير} وما لم يكن أن لو كان كيف يكون كما قال الله تعالى: ( ولو علم الله فيهم خير لائتمعهم ولو أسمعهم لتولوأ وهم معرضورب) وكما قال: ولورد والعاد وألما نهوا عنه وإنهم لكلذبون} وإن كان يعلم أنهم لا يردون ولكنه أخبر أنهم لو ردوا لعادوا، وفي ذلك رد على الرافضة والقدرية الذين قالوا: إنه لا يعلم الشيء قبل أن يخلقه ويوجده".
"على القاري".
ناپیژندل شوی مخ