============================================================
180 فصل [في الرد على المفروغية القائلين ان الله خلق كل الأشياء ولم يبق شيء لم يخلقه] قال بعض أهل الباطل: إن الله تعالى خلق الأشياء كلها ولم يبق شيء غير مخلوق الالحتى يخلقه الآن، وكل ما كان مخلوقا فرغ منها، حتى إن الثمار في الأشجار كلها، إلا أنها غير ظاهرة ونحن لا نراها وهي في الحقيقة مخلوقة.
واحتجوا بقوله تعالى: {هوالذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا} [البقرة: 29].
ل وقال أهل السنة والجماعة: إن الله تعالى قدر ما هو كائه إلى يوم القيامة، ولم يخلقها حن قدرها، وإنما يخلقها بعد ذلك في كل وقت وأوان، خلق ما مضى وفي المستقبل يخلقها.
ل يدل عليه قوله تعالى: كل يوم هو فى شأن} [الرحمن: 29] قال عليه السلام: "شأنه أن يحيي ويميت ويعز ويذل"(1).
الوعن علي رضي الله عنه: أنه سئل عن قوله تعالى: كل يوم هو فى شأن} [الرحمن: 29] فقال: "شأنه أن يسوق النطفة من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات، ثم يصور صورة، ال م يخرج من بطن الأم إلي الدنيا، ثم يميته، ثم يحييه يوم القيامة".
(1) روى الطبري في "تفسيره" (27: 135) بسنده إلى منيب بن عبد الله الأزدي عن أبيه قال: "اتلا الرسول الله هذه الآية كل يور هو فى شأن} فقلنا: يا رسول الله، وما ذاك الشأن؟ قال: يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع أقواما، ويضع آخرين".
ناپیژندل شوی مخ