بحر الدموع
بحر الدموع
پوهندوی
جمال محمود مصطفى
خپرندوی
دار الفجر للتراث
د ایډیشن شمېره
الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ
د چاپ کال
٢٠٠٤م
الفصل الموفى عشرين
يا أسيرا في قبضة الغفلة، يا صريعا في سكرة المهلة، يا ناقض العهد، انظر لمن عاهدت في الزمن الأول، أكثر العمر قد مضى، وانت تتعلل، يا مدعوّا إلى نجاته وهو يتوانى، ما هذا الفتور والعمر قد تدانى، كأنك بالدمع يجري عند الموت هتانا.
يا أخي ما أحسن ما كنت فتغيّرت، ما أقوم جادتك، فكيف تعثرت؟ يا معاشر المطرود عن رفاق التائبين ﴿وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ النمل ٧٥.
كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه المد، فبطر وعصى، فما زالت نعمته ولا تغيّرت حالته، فقال: يا رب، تغيّرت طاعتي، وما تغيّرت نعمتي، فهتف به هاتف يقول: يا هذا: إن الأيام الوصال عندنا حرمة وذمام، حفظناها نحن لك، وضيّعتها أنت لنا.
وأنشدوا:
سأترك ما بيني وبينك واقفا ... فإن عدت عدنا والوداد سليم
تواصل قوما لا وفاء بعهدهم ... وتترك مثلي والحفاظ قديم
قال رجل لحاتم الأصم ﵁: أوصني بشيء أتصل به إلى باب الله ﷾، فقد عزمت على سفر الحج.
فقال: يا أخي، إن أردت أنيسا، فاجعل القرآن أنيسك، وإن أردت رفيقا، فاجعل الملائكة رفقاءك، وإن أردت حبيبا، فالله سبحانه يتولى قلوب أحبابه، وإن أردت الزاد، فاليقين بالله ﷾ نعم الزاد، واجعل البيت قبلة وجهك، وطف بسرّك حوله.
1 / 88