121

بحر الدموع

بحر الدموع

پوهندوی

جمال محمود مصطفى

خپرندوی

دار الفجر للتراث

د ایډیشن شمېره

الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ

د چاپ کال

٢٠٠٤م

ژانرونه

ادب
تصوف
الفصل الثامن والعشرون وفي الخبر أن النبي ﷺ فقد كعبا فسأل عنه، فقيل إنه مريض، فخرج يمشي حتى أتاه، فلما دخل عليه قال: "أبشر يا كعب"، فقالت له أمه: هنيئا لك الجنة يا كعب. فقال رسول الله ﷺ: "من هذه المتألية على الله؟ " قال: أمي. قال: "وما يدريك يا أم كعب، لعل كعبا قال ما لا يعنيه أو سمع ما لا يعنيه؟ ". وقال ﷺ: "العبادة تسعة أجزاء في الصمت، وجزء في الفرار من الناس" (١) . وفي الحكمة: تسعة أعشار العبادة في الصمت. وحكي أن مريم لما نذرت إلا تتكلم، وحبست لسانها لأجل الله تعالى، أطلق الله ﷾ لسان صبي لا يعرف الخطاب، أنطقه الله لأجلها. فمن حفظ لسانه لأجل الله تعالى في الدنيا، أطلق الله لسانه بالشهادة عند الموت ولقاء الله تعالى. ومن سرّح لسانه في أعراض المسلمين، واتبع عوراتهم أمسك الله لسانه عن الشهادة عند الموت. وقال رسول الله ﷺ: "من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه، كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه، كانت النار أولى به" (٢) فلذلك كان الصّدّيق ﵁ يضع فيه حجرا ليمنع نفسه عن الكلام.

(١) قال الحافظ العراقي: منكر. (٢) صحيح بشواهده من حديث عمر موقوفا.

1 / 124