وفي هذه الأيام مات الأمير عبد الله الغفاري-بغين معجمة وتشديد الفاء- الحمزي. كان المذكور من أصحاب شرف الإسلام الحسن بن الإمام، ثم لازم ولده محمد بن الحسن تلك الأيام، وكان المذكور في المدة السابقة حال بقاء مصطفى وقانص بزبيد قد هرب من حضرة شرف الإسلام ودخل إلى زبيد، فرفع شأنه قانص ومصطفى، وجعلوه أميرا من جملة الأمراء، في ذلك الوقت الذي مضى. وأصله من أشراف عقبات .
وفي هذه الأيام وصلت كتب من المهري صاحب جزيرة سقطرى والساحل الحضرمي، الذي بين بلاد الشحر وبين ظفار ، يذكر للإمام أنه يرسل بعينة من العسكر، وأنه قد بنى[39/أ] على الانقياد والائتمام، وسبب هذا من المذكور، وما كتب به في ذلك المصدور أنه كان انتهب الأيام الأولة بعض من وصل إلى ساحل جزيرة سقطرى من جهة بلاد العماني لشيء من البضاعة، فتحمل العماني، وجهز عينة إلى ذلك النادي، فلما شعر بذلك المذكور هرب من الجزيرة إلى ساحل الشحر للجيرة، ودخل أصحاب العماني سقطرى فلم يظفروا بشيء من ذلك الأمر الذي جرى، فأشار على الإمام بترك إجابة المذكور، والاشتغال بغيره برعاية مصالح الجمهور، والقريب من البلاد والأمور، ولا سيما مع تغير حالة الأشراف، وهو يستدعي منكم الاستئناف بحفظ الأطراف، واضطراب أعمال مكة وتلك الأطراف. وأصحاب العماني لم يجدوا ما طلبوه، وفاتهم الأمر الذي قصدوه، وعادوا بلادهم، وسكنت أعمالهم.
مخ ۳۴۷