وفي آخر شهر محرم وصل خبر بأنه ظهر جلبة قريب المخا[223/ب] ووصل عندها كتب من صاحب عدن والمخا يخبرون أن في البحر جلاب من عمان في باب المندب، يريدون قطع الطريق للموسم، وأنهم ما زالوا يكثرون حتى بلغت جلابهم إلى فوق العشر، فقال المهدي: العسكر الذي بتهامة والبنادر، فيهم كفاية لحفظ البنادر لا سيما المخا لسهولته، وأما البحر فلا طاقة لهم به، فوصل من أول المراكب الهندية بعضها، فمنها ما قبضوه ورسموا عليه ومنها ما رجع من البحر قبل وصوله، ومنها ما دخل المخا ببذل مال لهم، وارتفع ثمن البز بسبب ذلك، ولم تخرج الأعبي الحساوي معهم من طريق البحر العماني الفارسي؛ لأجل ما قد جرى معهم في السنين الماضية من ذهاب أموالهم من الفرنج بسببهم ومنهم، فلم يخرج هذه السنة من الحسا أحد من طريقهم، وصاروا ساكنين في باب المندب، مانعين جميع شهر صفر ربيع الأول والثاني.
واتفق في العمشية انتهاب لقافلة[224/أ]، وكان الناهب لها من بلاد وايلة وبلاد شاكر ، واتفق معها أن العصيمات غزوا إلى بلاد سفيان فقتلوا منهم أربعة وانتهبوا منهم غنما عوض ما جرى منهم من قتل أصحابهم في النهبة السابقة. والمهدي مر عنده جماعة من برط من ذي حسين كانوا ناجعين في بلاد ضوران وجهران بغنمهم لخلف بلادهم، فأمر بقبضها عليهم وحبسهم ثم اطلقهم بعد أن قالوا له: ليس النهبة السابقة في العمشية منهم وإنما هي من ذي محمد.
ووصلت كتب من صاحب صعدة علي بن أحمد فيها كلام يائس يقول فيها: بيننا وبينكم شروط ما تمت ومعونة دراهم تبذلونها ما وصلت، فإذا اختلت الشروط اختل المشروط، وكتب أحمد بن الحسن إلى برط بوصول الفاعلين للنهبة السابقة أو الوصول بالسيد محمد الغرباني الذي عندهم؛ لأنه ربما السبب في إغرائهم وأنه منتظر لتأديبهم إن وصلوا، وإلا تقدم عليهم.
مخ ۵۹۷