وفي نصف محرم توفي القاضي العارف العلامة صالح بن محمد العياني[223/أ] العنسي، وكان المذكور عارفا بأصول الفقه والعربية، أديبا محاضرا، صاحب أخلاق حسنة، وكانت قراءته على جماعة من العلماء مثل عمه أحمد بن صالح، والفقيه العارف عبد الرحمن بن محمد الحيمي وغيرهما ورحل إلى مكة، فسمع صحيح البخاري والموطأ وأكثر صحيح مسلم على الشيخ محمد بن علي علان الشافعي المكي، وسمعت عليه صحيح مسلم قراءة ضبط وإتقان وتصحيح مع إنجار في الشروح والغريب وعرفان، ثم أجازني في جميع مروياته ومستجازاته التي من الشيخ ابن علان بإسناده إلى الشيخ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وكان يحب السنة ويميل إليها ويعتمد عليها ويحب مذاكرتها وقرائتها. وكان قد أخذ على شرف الإسلام الحسين بن القاسم وعلى السيد محمد بن عز الدين المفتي، وكان كثير المذاكرة لأهل العلم منبسطا متواضعا أديبا، وقبر بخزيمة غربي صنعاء.
وفي هذه الأيام انكسرت جلبة فيها حجاج وبضاعة، فغرقت بمن فيها في باب جدة، وكان قد خرج البعض منها ثم تبعها جلبة أخرى انكسرت حال خروجها منها فيها أيضا بضائع الشام وجماعة حجاج هلكوا فيها.
مخ ۵۹۶