282

واتفق هذه السنة أو التي بعدها أن فرحان لما وصل بلاد الحرامية طريق الحج أعطى بعض المعتاد لأهل الطريق، ثم مطل آخرون، وقال: لم يبق شيء عنده مما يعتادون مقابل المجبا، فكان إلى الليل وسرقت الحرامية أطراف المحطة، وانسل بعض مشائخهم إلى خيمة فرحان في صورة كلب يستر على بدنه بشعر على ظهره حتى دخل طرف الخيمة، فانتبه الحراس لذلك وقبضوه، فوجدوه رجلا، فربطوه وساروا به معهم إلى عند الشريف بركات، فأمر بشنقه، وقد كان تفادوه بمال من فرحان، فقبض ذلك فرحان ولم يتم تخليته.

ولما اتفق ما اتفق في العمشية وتعدي نهم وبرط فيها وغزوهم إلى البراغشة أطراف بلاد عذر، أمر أحمد بن الحسن بالتبريز إليهم والخروج عليهم[221/أ]، وكان هذا التبريز في آخر شهر الحجة، وأظهر أن المراد السير إلى بلاد برط والعمشية.

وكان في هذه الأيام اجتمع جماعة من مشائخ بلاد خولان صعدة يطلبون واليا عليهم غير علي بن أحمد في بلادهم خاصة، فوعدهم بالنظر في أمرهم وعلم أن علي بن أحمد لا يطابقه إخراجهم عن يده، وأنه يكون سبب ذلك ثائرة فتنة من قبله، فلما طال عليهم البقاء ساروا بلادهم، وصارت بلاد الشام غير منتظمة لصاحب صعدة.

وفي هذه الأيام بأول شهر الحجة دخل المهدي صنعاء، وأمر بتسمير كنيسة اليهود بصنعاء وقبض ما حولها من البيوت المحصولة من اليهود لها، وأخرج اليهود من حوانيت سوق صنعاء وشدد عليهم في بيع أموالهم وبيوتهم وخروجهم، فباع القليل منهم ما باع من المنقولات واليسير من غير المنقولات، وقبض الحمام الذي لهم وشراه منهم، وصنوه شرف الدين الحسين بن الحسن، قال لليهود الذين لديه: أنتم على عادتكم لا تبيعون شيئا من أموالكم، وقال: لا وجه لإخراجهم.

وخرج جماعة يسيرة من صنعاء من اليهود إلى بلاد ضوران.

مخ ۵۹۲