270

وكان يعتقد تكفير الرافضة والجارودية من الزيدية لأجل سبهم للصحابة، لردهم آيات كثيرة في مناقبهم، ومع ذلك كان لا يزال متجرما من بني زمانه وبغضهم وغلوهم في بعض الصحابة رضي الله عنهم. وكان يشكو علي من حالاتهم، ويصف لي من أوصافهم، وأهم بالارتحال إلى مكة والمدينة للمجاورة والسلامة من سماع أقوال هؤلاء الذين يتعرضون للسلف الصالح بما لا ينبغي بمقامهم، وما فيه من الرد لكثير من الآيات الواردة في القرآن بفضائلهم ومناقبهم، مع تواتر الأخبار من السنة المنورة فيهم، وعند ذلك أنشأ رحمه الله هذه[212/ب] القصيدة الفريدة، والأبيات الرائعة المفيدة للسيد الماجد، علم الآل الفراقد، لطف الله بن علي بن لطف الله بن المطهر بن أمير المؤمنين يحيى شرف الدين، قاطعا مادحا لجده سيد المرسلين وآل بيته الميامين، وصحابته الأطهار الصادقين، وهي هذه:

رب يسر وأعن يا كريم:

أحرق البين فؤادي المستهاما

وجفا جفني لذكراك المناما

كلما لاح على ربع لكم

بارق أنحل جسمي والعظاما

أو نثرت ريح صبا من نحوكم

ملأت قلبي ولوعا وغراما

عز عني يا حبيبي وصلكم

بعد ما صار فؤادي مستهاما

كيف أسلو بعدما يا منيتي

قد سقاني سحر عينيك السقاما

وكساني الحب وجدا فيكم

هيج الشوق وأشجاني دواما

وسباني حسنكم بين الورى

فلذا يا فاتني همت هياما

إن نوى قلبي سلوا عنكم

لا سلا القلب ولا رمت مراما

حبكم ما باح لحمي ودمي

فعن العذال قلبي قد تعاما

فأنا المضنا بكم يا جيرتي

وهواكم في حما قلبي أقاما

وحياة الحب يا أهل الحما

إن وجدي لمواكم قد تراما

وودادي وغرامي فيكم

وولوعي واشتياقي قد تساما

وتلافي مهجتي في حبكم

أنا راضية وإن كان حراما

أهل ذاك البيت جار لكم

من ذوي القربى أتى يرجو الذماما وجاءكم يا سادتي معتذرا

مخ ۵۷۹