263

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) كما في السنن لأبي داود وغيره، وحديث الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا توكى فيوكى عليك )) والله أعلم، انتهى بحروفه .

وكتبت إلى الملك الزاهر بن الحسن بكتاب أيضا نحو هذا، وذكرت له التخفيف على اليمن الأسفل والعدل، لتحصل رحمة الله بالمطر وصلاح الثمر، وذكرت الحديث: ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) وأنه ينبغي رفع الزائد على ما كان في زمان والدكم شرف الإسلام الحسن، ويبقى الأصل أو يزاد عليه اليسير مما يحتمله الرعايا، ويسقط الزوائد، فإنها زائدة النصف على ما كان وأكثر.

وفي آخر شهر ربيع الأول وقع قران الزهرة والمريخ في برج الحمل في سابع وعشرين الشهر المذكور .

وفي هذه الأيام جمع محمد بن المتوكل كتب والده فجاءت ثلاثة عشر ألفا، وقسم منها بعضها مما وجد فيه رسم والده، رأيت وصايا والده، أول وصية بوقفها، ثم رجع عنها في وصية أخرى، ثم جعلها في آخر وصية للمصالح وأطلق، وإنما استحسن ولده إخراج ما هو مرسوم. وكان فيها كتب الإمام القاسم، وهي ثمانمائة، وهي وقف ذرية اختلطت بكتبهم، ولم ينتفع ورثة الإمام القاسم منها بل ذهبت مع المتوكل، فإن الفقيه حسين بن محمد قيس خزان الإمام المؤيد بالله بشهارة ذكر أنه قبضها المتوكل جميعا من خزائن المؤيد بالله بشهارة، فهي بين كتبه، ومات وهي في يده، وبعضها لورثة القاسم مطالبون فيها وهي معهم غير نازلين فيها، والله الموفق.

[209/أ] وفي هذه المدة عارض قصيدة البردة في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الفقيه مطهر بن الحسين بن عبد الله مسعود بقصيدة حسنة، ما قصر فيها، وشرحها شرحا وافيا بعقودها ولغتها وإعرابها ومعانيها وبيانها، ومستهلها قوله:

يا حادي الركب عرج نحو ذي سلم

عسى يوافيك أهل البان والعلم

ومر سلعا ولا تخشى وقيت أذى

مخ ۵۷۲